الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          هدل

                                                          هدل : الأزهري : هدر الغلام ، وهدل إذا صوت ; قال ذو الرمة :


                                                          طوى البطن زيام كأن سحيله عليهن إذ ولى هديل غلام

                                                          أي غناء غلام . ابن سيده : الهديل صوت الحمام ، وخص بعضهم به وحشيها كالدباسي والقماري ونحوها ، هدل القمري ، وفي المحكم : هدل يهدل هديلا ; قال ذو الرمة :


                                                          إذا ناقتي عند المحصب شاقها     رواح اليماني والهديل المرجع

                                                          وأنشد ابن بري :


                                                          ما هاج شوقك من هديل حمامة     تدعو على فنن الغصون حماما

                                                          قال ابن بري : وقد جاء الهديل في صوت الهدهد ; قال الراعي :


                                                          كهداهد كسر الرماة جناحه     يدعو بقارعة الطريق هديلا

                                                          قال : وهذا تصغير هدهد ، أبدلت من يائه ألف ، قال : ومثله دوابة ، حكاهما أبو عمرو ولم يعرف لهما ثالث . وهدلت الحمامة تهدل هديلا ، وقيل : الهديل ذكر الحمام ، وقيل : هو فرخها ; قال جران العود :


                                                          كأن الهديل الظالع الرجل وسطها     من البغي شريب يغرد منزف

                                                          وقال بعضهم : تزعم الأعراب في الهديل أنه فرخ كان على عهد نوح - عليه السلام - فمات ضيعة وعطشا ، فيقولون إنه ليس من حمامة إلا وهي تبكي عليه ; قال نصيب ، وقيل هو لأبي وجزة :


                                                          فقلت أتبكي ذات طوق تذكرت     هديلا وقد أودى وما كان تبع

                                                          يقول : ولم يخلق تبع بعد ، قال : ويقال صاد الهديل جارح من جوارح الطير ; وأنشد الكميت الأسدي :


                                                          وما من تهتفين به لنصر     بأسرع جابة لك من هديل

                                                          فمرة يجعلونه الطائر نفسه ومرة يجعلونه الصوت . والهديل أيضا : الرجل الكثير الشعر ، وقيل : هو الأشعث الذي لا يسرح رأسه ولا يدهنه ; أنشد أبو زيد :

                                                          هدان أخو وطب وصاحب علبة     هديل لرثاث النقال جرور

                                                          النقال : النعال الخلقان . ورجل هديل : ثقيل . وتهدلت الثمار وأغصان الشجرة أي تدلت فهي متهدلة . وفي حديث قس : وروضة قد تهدلت أغصانها أي تدلت واسترخت لثقلها بالثمر .

                                                          وفي حديث الأحنف : من ثمار متهدلة . وهدل الشيء يهدله هدلا : أرسله إلى أسفل وأرخاه . والهدل : استرخاء المشفر الأسفل ، هدل هدلا . ومشفر هادل وأهدل وشفة هدلاء : منقلبة عن الذقن . وهدل البعير يهدل هدلا فهو أهدل : أخذته القرحة فهدل مشفره وطال . وهدل يهدل هدلا فهو هدل : طال مشفره ، وبعير هدل منه . وبعير أهدل ، وذلك مما يمدح به ; قال أبو محمد الحذلمي :


                                                          يبادر الحوض إذا الحوض شغل     بكل شعشاع صهابي هدل

                                                          وقد تهدلت شفته أي استرخت ، وقيل : الهدل في الشفة عظمها واسترخاؤها ، وذلك للبعير ، وإنما يقال رجل أهدل وامرأة هدلاء مستعارا من البعير . وفي حديث ابن عباس : أعطهم صدقتك وإن أتاك أهدل الشفتين ; الأهدل : المسترخي الشفة السفلى الغليظها ، أي وإن كان الآخذ أسود حبشيا أو زنجيا ، والضمير في أعطهم للولاة وأولي الأمر . وفي حديث زياد : أهدب أهدل . والسحاب إذا تدلى هيدبه فهو أهدل ; قال الكميت :


                                                          بتهتان ديمته الأهدل

                                                          ويقال : شدق أهدل ; قال الراجز :


                                                          يلقيه في طرق أتتها من عل     قذف لها جوف وشدق أهدل

                                                          والتهدل : استرخاء جلدة الخصية ، ونحو ذلك ; قال :


                                                          كأن خصييه من التهدل     ظرف عجوز فيه ثنتا حنظل

                                                          ويروى : من التدلدل . والهدال : ما تهدل من الأغصان ; قال الأعشى :


                                                          ظبية من ظباء وجرة أدما     ء تسف الكباث تحت الهدال

                                                          الجوهري : والهدال ما تدلى من الغصن ; وقال :


                                                          يدعو الهديل وساق حر فوقه     أصلا بأودية ذوات هدال

                                                          وأنشد ابن بري :


                                                          طام عليه ورق الهدال

                                                          والهدالة : شجرة تنبت في السمر ليست منه وتنبت في اللوز والرمان [ ص: 39 ] وفي كل شجرة وثمرتها بيضاء ، وقيل : الهدالة كل غصن نبت مستقيما في طلحة أو أراكة ، وهو مما يشفى به المطبوب ، والجمع هدال ، ويقال : كل غصن ينبت في أراكة أو طلحة مستقيمة فهي هدالة ، كأنها مخالفة لسائرها من الأغصان ، وربما داووا به من السحر والجنون . والهدال : ضرب من الشجر . والهدال : شجر بالحجاز له ورق عراض أمثال الدراهم الضخام ، لا ينبت إلا مع أشجار السلع والسمر ، يسحقه أهل اليمن ويطبخونه . وقال أبو حنيفة : لبن هدل لغة في إدل لا يطاق حمضا ، قال ابن سيده : وأراه على البدل .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية