الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          هرب

                                                          هرب : الهرب : الفرار . هرب يهرب هربا : فر ، يكون ذلك للإنسان ، وغيره من أنواع الحيوان . وأهرب : جد في الذهاب مذعورا ، وقيل : هو إذا جد في الذهاب مذعورا أو غير مذعور ; وقال اللحياني : يكون ذلك للفرس وغيره مما يعدو ; وهرب غيره تهريبا . وقال مرة : جاء مهربا أي جادا في الأمر ; وقيل : جاء مهربا إذا أتاك هاربا فزعا ; وفلان لنا مهرب . وأهرب الرجل إذا أبعد في الأرض ; وأهرب فلان فلانا إذا اضطره إلى الهرب . ويقال : هرب من الوتد نصفه في الأرض أي غاب ; قال أبو وجزة :


                                                          ومجنأ كإزاء الحوض منثلما ورمة نشبت في هارب الوتد

                                                          وساح فلان في الأرض ، وهرب فيها . قال : وقال بعضهم أهرب فلان أي أغرق في الأمر . الأصمعي في نفي المال : ما له هارب ولا قارب أي صادر عن الماء ولا وارد ; وقال اللحياني : معناه ما له شيء ، وما له قوم ; قال : ومثله ما له سعنة ولا معنة . وقال ابن الأعرابي : الهارب الذي صدر عن الماء ; قال : والقارب الذي يطلب الماء . وقال الأصمعي في قولهم : ما له هارب ولا قارب : معناه ليس له أحد يهرب منه ، ولا أحد يقرب منه ، أي فليس هو بشيء ; وقيل : معناه ما له بعير يصدر عن الماء ، ولا بعير يقرب الماء . وفي الحديث : قال له رجل : ما لي ولعيالي هارب ولا قارب غيرها ، أي ما لي بعير صادر عن الماء ، ولا وارد سواها ، يعني ناقته . ابن الأعرابي : هرب الرجل إذا هرم ; وأهربت الريح ما على وجه الأرض من التراب والقميم وغيره إذا سفت به . والهرب : الثرب ، يمانية . وهراب ومهرب : اسمان . وهاربة البقعاء : بطن .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية