الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          هرع

                                                          هرع : الهرع والهراع والإهراع : شدة السوق وسرعة العدو ; قال الشاعر أورده ابن بري :


                                                          كأن حمولهم متتابعات رعيل يهرعون إلى رعيل

                                                          وقد هرعوا وأهرعوا . واستهرعت الإبل : أسرعت إلى الحوض . وأهرع الرجل ، على ما لم يسم فاعله : خف وأرعد من سرعة أو خوف أو حرص أو غضب أو حمى . وفي التنزيل : وجاءه قومه يهرعون إليه ; قال أبو عبيدة : يستحثون إليه : كأنه يحث بعضهم بعضا . وتهرع إليه عجل . قال أبو العباس : الإهراع إسراع في طمأنينة ، ثم قيل له : إسراع في فزع ، فقال : نعم . وقال الكسائي : الإهراع إسراع في رعدة ; وقال المهلهل :


                                                          فجاءوا يهرعون وهم أسارى     يقودهم على رغم الأنوف

                                                          قال الليث : يهرعون وهم أسارى يساقون ويعجلون . يقال : هرعوا وأهرعوا . أبو عبيد : أهرع الرجل إهراعا إذا أتاك ، وهو يرعد من البرد ، وقد يكون الرجل مهرعا من الحمى والغضب ، وهو حين يرعد ، والمهرع أيضا كالحريص ; ذكر ذلك كله أبو عبيد في باب ما جاء في لفظ مفعول بمعنى فاعل . وقوله تعالى : فهم على آثارهم يهرعون ، أي يسعون عجالا . والعرب تقول : أهرعوا وهرعوا فهم مهرعون ومهروعون ; أنشد شمر لابن أحمر يصف الريح :


                                                          أربت عليها كل هوجاء سهوة     زفوف التوالي رحبة المتنسم
                                                          إبارية هوجاء موعدها الضحى     إذا أرزمت جاءت بورد غشمشم
                                                          زفوف نياف هيرع عجرفية     ترى البيد من إعصافها الجري ترتمي

                                                          أراد بالورد المطر . ورجل هرع : سريع المشي . وهرع أيضا : سريع البكاء . والهرع : الجاري . وهرع الشيء هرعا ، فهو هرع ، وهمع : سال ، وقيل : تتابع في سيلانه ; قال الشماخ :


                                                          عذافرة كأن بذفرييها     كحيلا بض من هرع هموع

                                                          ودم هرع أي جار بين الهرع ، وقد هرع . والهرعة من النساء : المرأة التي تنزل حين يخالطها الرجل قبله شبقا وحرصا على الرجال . والمهروع : المجنون الذي يصرع . يقال : هو مهروع مخفوع ممسوس . وقال أبو عمرو : المهروع المصروع من الجهد . والهيرع : الذي لا يتماسك ، وهو أيضا الجبان الضعيف الجزوع ; قال ابن أحمر :


                                                          ولست بهيرع خفق حشاه     إذا ما طيرته الريح طارا

                                                          والهيرع والهيلع : الضعيف . وإذا أشرع القوم رماحهم ثم مضوا بها قيل : هرعوا بها . وتهرعت الرماح إذا أقبلت شوارع ; وأنشد :


                                                          عند البديهة والرماح تهرع

                                                          وهرع القوم الرماح وأهرعوها : أشرعوها : ومضوا بها . وتهرعت هي : أقبلت شوارع . والهيرعة : الغول كالعيهرة . وريح هيرع : سريعة الهبوب ، وقيل : تسفي التراب . وريح هيرعة : قصفة تأتي بالتراب . والهيرعة : القصبة التي يزمر فيها الراعي ، وربما سميت يراعة أيضا . والهرعة والفرعة : القملة الصغيرة ، وقيل : الضخمة ، والهرنوع أكثر ، وقيل الفرعة والهرعة والهيرعة والخيضعة معناها واحد . والهرياع : سفير ورق الشجر . والهريعة : شجيرة دقيقة الأغصان . ويهرع : موضع .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية