الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ هقم ]

                                                          هقم : الهقم : الشديد الجوع والأكل ، وقد هقم ، بالكسر ، هقما ، وقيل : الهقم أن يكثر من الطعام فلا يتخم . والهقم ، مثل الهجف : الرجل الكثير الأكل . وتهقم الطعام : لقمه لقما عظاما متتابعة . والهقم : البحر . وبحر هقم وهيقم واسع بعيد القعر . والهيقم : حكاية صوت اضطراب البحر ; قال :


                                                          ولم يزل عز تميم مدعما كالبحر يدعو هيقما فهيقما

                                                          والهيقم والهيقماني : الظليم الطويل ; قال ابن سيده : وأظن الضم في قاف الهيقماني لغة ، الأزهري : قال بعضهم الهيقماني الطويل من كل شيء ; وأنشد للفقعسي :


                                                          من الهيقمانيات هيق كأنه     من السند ذو كبلين أفلت من تبل

                                                          وذكره الأزهري في الرباعي أيضا ، شبه هذا الشاعر الظليم برجل سندي أفلت من وثاق . ويقال : الهيقم الرغيب من كل شيء ، ويقال في الهيقم الظليم : إنه الهيق ، والميم زائدة . والهيقم : صوت ابتلاع اللقمة . ابن الأعرابي : الهقم أصوات شرب الإبل الماء ; قال الأزهري : جعله جمع هيقم ، وهو حكاية صوت جرعها الماء ، كما قال رؤبة :


                                                          للناس يدعو هيقما وهيقما     كالبحر ما لقمته تلقما

                                                          وقيل في قوله :

                                                          للناس يدعو هيقما وهيقما أنه شبهه بفحل وضربه مثلا . وهيقم : حكاية هديره ، ومن رواه :

                                                          كالبحر يدعو هيقما وهيقما أراد حكاية أمواجه ; وقال أبو عمرو في قول رؤبة :

                                                          يكفيه محراب العدى تهقمه قال : وهو قهره من يحاربه ، قال : وأصله من الجائع الهقم ; وقوله :

                                                          من طول ما هقمه تهقمه قال : تهقمه حرصه وجوعه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية