الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ هلب ]

                                                          هلب : الهلب : الشعر كله ، وقيل : هو في الذنب وحده ; وقيل : هو ما غلظ من الشعر ; زاد الأزهري : كشعر ذنب الناقة . الجوهري : الهلبة شعر الخنزير الذي يخرز به ، والجمع الهلب . والأهلب : الفرس الكثير الهلب . ورجل أهلب : غليظ الشعر . وفي التهذيب : رجل أهلب إذا كان شعر أخدعيه وجسده غلاظا . والأهلب : الكثير شعر الرأس والجسد . والهلب أيضا : الشعر النابت على أجفان العينين . والهلب : الشعر تنتفه من الذنب ، واحدته هلبة . والهلب : الأذناب والأعراف المنتوفة . وهلب الفرس هلبا ، وهلبه : نتف هلبه ، فهو مهلوب ومهلب . والمهلب : اسم ، وهو منه ; ومنه سمي المهلب بن أبي صفرة أبو المهالبة . فمهلب على حارث وعباس ، والمهلب على الحارث والعباس . وانهلب الشعر وتهلب : تنتف . وفرس مهلوب مستأصل شعر الذنب ، قد هلب ذنبه أي استؤصل جزا . وذنب أهلب أي منقطع ; وأنشد :


                                                          وإنهم قد دعوا دعوة سيتبعها ذنب أهلب

                                                          أي منقطع عنكم ، كقوله : الدنيا ولت حذاء أي منقطعة . والأهلب : الذي لا شعر عليه . وفي الحديث : أن صاحب راية الدجال ، في عجب ذنبه مثل ألية البرق ، وفيها هلبات كهلبات الفرس ، أي شعرات ، أو خصلات من الشعر . وفي حديث معاوية : أفلت وانحص الذنب ، فقال : كلا ، إنه لبهلبه ; وفرس أهلب ودابة هلباء . ومنه حديث تميم الداري : فلقيهم دابة أهلب ; ذكر الصفة ، لأن الدابة تقع على الذكر والأنثى . وفي حديث ابن عمرو : الدابة الهلباء التي كلمت تميما هي دابة الأرض التي تكلم الناس ، يعني بها الجساسة . وفي حديث المغيرة : ورقبة هلباء أي كثيرة الشعر . وفي حديث أنس : لا تهلبوا أذناب الخيل أي لا تستأصلوها بالجز والقطع . والهلب : كثرة الشعر ; رجل أهلب وامرأة هلباء . والهلباء : الاست ، اسم غالب ، وأصله الصفة . ورجل أهلب العضرط : في استه شعر ، يذهب بذلك إلى اكتهاله وتجربته ; حكاه ابن الأعرابي ; وأنشد :


                                                          مهلا بني رومان بعض وعيدكم     وإياكم والهلب منا عضارطا

                                                          ورجل هلب : نابت الهلب . وفي الحديث : لأن يمتلئ ما بين عانتي وهلبتي ، الهلبة : ما فوق العانة إلى قريب من السرة . والهلب : رجل كان أقرع ، فمسح سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده على رأسه فنبت شعره . وهلبة الشتاء : شدته . وأصابتهم هلبة الزمان : مثل الكلبة ، عن أبي حنيفة . ووقعنا في هلبة هلباء ، أي في داهية دهياء ، مثل هلبة الشتاء . وعام أهلب أي خصيب ، مثل أزب ، وهو على التشبيه . والهلابة : الريح الباردة مع قطر . ابن سيده : والهلاب ريح باردة مع مطر ، وهو أحد ما جاء من الأسماء على فعال ، كالجبان والقذاف ; [ ص: 78 ] قال أبو زبيد :


                                                          هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة     محطوطة جدلت شنباء أنيابا
                                                          ترنو بعيني غزال تحت سدرته     أحس يوما من المشتات هلابا

                                                          هلابا : ههنا بدل من يوم . قال ابن بري : أتى سيبويه بهذا البيت شاهدا على نصب قوله أنيابا ، على التشبيه بالمفعول به ، أو على التمييز . ومقبلة نصب على الحال ، وكذلك مدبرة ، أي هي هيفاء في حال إقبالها ، عجزاء في حال إدبارها ، والهيف : ضمر البطن . والمحطوطة : المصقولة ; يريد أنها براقة الجسم . والمحط : خشبة يصقل بها الجلود . والمجدولة : التي ليست برهلة مسترخية اللحم . والشنب : برد في الأسنان ، وعذوبة في الريق . والهلابة : الريح الباردة . وهلبتهم السماء تهلبهم هلبا : بلتهم . وفي حديث خالد : ما من عملي شيء أرجى عندي بعد لا إله إلا الله ، من ليلة بتها ، وأنا متترس بترسي والسماء تهلبني أي تبلني وتمطرني . وقد هلبتنا السماء إذا مطرت بجود . التهذيب : يقال هلبتنا السماء إذا بلتهم بشيء من ندى أو نحو ذلك . ابن الأعرابي : الهلوب الصفة المحمودة ، أخذت من اليوم الهلاب إذا كان مطره سهلا لينا دائما غير مؤذ ; والصفة المذمومة أخذت من اليوم الهلاب إذا كان مطره ذا رعد ، وبرق ، وأهوال ، وهدم للمنازل . ويوم هلاب ، وعام هلاب : كثير المطر والريح . الأزهري في ترجمة حلب : يوم حلاب ، ويوم هلاب ، ويوم همام ، وصفوان ، وملحان ، وشيبان ; فأما الهلاب : فاليابس بردا ، وأما الحلاب : ففيه ندى ، وأما الهمام : فالذي قد هم بالبرد . قال : والهلب تتابع القطر ; قال رؤبة :


                                                          والمذريات بالدواري حصبا     بها جلالا ودقاقا هلبا

                                                          وهو التتابع والمر . الأموي : أتيته في هلبة الشتاء أي في شدة برده . أبو يزيد الغنوي : في الكانون الأول الصن والصنبر والمرقي في القبر ، وفي الكانون الثاني هلاب ومهلب وهليب يكن في هلبة الشهر أي في آخره . ومن أيام الشتاء : هالب الشعر ومدحرج البعر . قال غيره : يقال هلبة الشتاء وهلبته ، بمعنى واحد . ابن سيده : له أهلوب أي التهاب في الشد وغيره مقلوب عن ألهوب ، أو لغة فيه . وامرأة هلوب : تتقرب من زوجها وتحبه ، وتقصي غيره وتتباعد عنه ; وقيل : تتقرب من خلها وتحبه ، وتقصي زوجها ضد . وفي حديث عمر - رضي الله تعالى عنه - : رحم الله الهلوب ، يعني الأولى ، ولعن الله الهلوب يعني الأخرى ; وذلك من هلبته بلساني إذا نلت منه نيلا شديدا ; لأن المرأة تنال إما من زوجها وإما من خدنها ، فترحم على الأولى ولعن الثانية . ابن شميل : يقال إنه ليهلب الناس بلسانه إذا كان يهجوهم ويشتمهم . يقال : هو هلاب أي هجاء ، وهو مهلب أي مهجو . وقال خليفة الحصيني : يقال ركب كل منهم أهلوبا من الثناء أي فنا ، وهي الأهاليب ، وقال أبو عبيدة : هي الأساليب ، واحدها أسلوب . أبو عبيد : الهلابة غسالة السلى ، وهي في الحولاء ، والحولاء رأس السلى ، وهي غرس ، كقدر القارورة ، تراها خضراء بعد الولد ، تسمى هلابة السقي . ويقال : أهلب في عدوه إهلابا ، وألهب إلهابا ، وعدوه ذو أهاليب . وفي نوادر الأعراب : اهتلب السيف من غمده وأعتقه وامترقه واخترطه إذا استله . وأهلوب : فرس ربيعة بن عمرو .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية