الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ همي ]

                                                          همي : همت عينه هميا وهميا وهميانا : صبت دمعها ; عن اللحياني ، وقيل : سال دمعها ، وكذلك كل سائل من مطر وغيره ، قال : وليس هذا من الهائم في شيء ; قال مساور بن هند :


                                                          حتى إذا ألقحتها تقمما


                                                          واحتملت أرحامها منه دما

                                                          من آيل الماء الذي كان همى آيل الماء : خاثره ، وقيل : الذي قد أتى عليه الدهر ، وهو بالخاثر هنا أشبه ; لأنه إنما يصف ماء الفحل ، وهمت السماء . ابن سيده : وهمت عينه تهمو صبت دموعها ، والمعروف تهمي ، وإنما حكى الواو اللحياني وحده . والأهماء : المياه السائلة . ابن الأعرابي : همى وعمى كل ذلك إذا سال . ابن السكيت : كل شيء سقط منك وضاع فقد همى يهمي . وهمى الشيء هميا : سقط ; عن ثعلب . وهمت الناقة هميا : ذهبت على وجهها في الأرض لرعي ولغيره مهملة بلا راع ولا حافظ ، وكذلك كل ذاهب وسائل . والهميان : هميان الدراهم ، بكسر الهاء ، الذي تجعل فيه النفقة . والهميان : شداد السراويل ; قال ابن دريد : أحسبه فارسيا معربا . وهميان بن قحافة السعدي : اسم شاعر ، تكسر هاؤه وترفع . والهميان : موضع ; أنشد ثعلب :


                                                          وإن امرأ أمسى ودون حبيبه     سواس فوادي الرس فالهميان
                                                          لمعترف بالنأي بعد اقترابه     ومعذورة عيناه بالهملان

                                                          وهمت الماشية إذا ندت للرعي . وهوامي الإبل : ضوالها . وفي الحديث : أن رجلا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال إنا نصيب هوامي الإبل ، فقال : لضالة المؤمن حرق النار . أبو عبيدة : الهوامي الإبل المهملة بلا راع ، وقد همت تهمي فهي هامية إذا ذهبت على وجهها ; ناقة هامية وبعير هام ، وكل ذاهب وجار من حيوان أو ماء فهو هام ; ومنه : همى المطر ، ولعله مقلوب من هام يهيم . وكل ذاهب وسائل من ماء أو مطر أو غيره فقد همى ; وأنشد :


                                                          فسقى ديارك غير مفسدها     صوب الربيع وديمة تهمي

                                                          يعني تسيل وتذهب . الليث : همى اسم صنم ; وقول الجعدي أنشده أبو الهيثم :


                                                          مثل هميان العذارى بطنه     يلهز الروض بنقعان النفل

                                                          ويروى :


                                                          أبلق الحقوين مشطوب الكفل

                                                          مشطوب أي في عجزه طرائق أي خطوط وشطوب طويل غير مدور ، والهميان : المنطقة ; يقول : بطنه لطيف ، يضم بطنه كما يضم خصر العذراء ، وإنما خص العذراء بضم البطن دون الثيب ; لأن الثيب إذا ولدت مرة عظم بطنها . والهميان : المنطقة كن يشددن به أحقيهن ، إما تكة ، وإما خيط ، ويلهز : يأكل ، والنقعان : مستقر الماء . ويقال : هما والله لقد كان كذا ، بمعنى أما والله .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية