الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ هوه ]

                                                          هوه : هه : كلمة تذكر وتكون بمعنى التحذير أيضا ، ولا يصرف منه فعل لثقله على اللسان وقبحه في المنطق ، إلا أن يضطر شاعر . قال الليث : هه تذكرة في حال ، وتحذير في حال ، فإذا مددتها وقلت هاه كانت وعيدا في حال ، وحكاية لضحك الضاحك في حال ، تقول : ضحك فلان فقال هاه هاه ; قال : وتكون هاه في موضع آه من التوجع من قوله :


                                                          إذا ما قمت أرحلها بليل تأوه آهة الرجل الحزين

                                                          ويروى :


                                                          تهوه هاهة الرجل الحزين

                                                          قال : وبيان القطع أحسن . ابن السكيت : الآهة من التأوه ، وهو التوجع . يقال : تأوهت آهة ، وكذلك قولهم في الدعاء آهة وأميهة ، وتفسيرهما مذكور في موضعه . والهوهاءة والهوهاء : البئر التي لا متعلق بها ، ولا موضع لرجل نازلها لبعد جاليها ; قال :


                                                          بهوة هوهاءة الترجل

                                                          ورجل هوهاء وهوهاءة وهوهاء : ضعيف الفؤاد جبان من ذلك . قال ابن بري : وحكى ابن السكيت هواهية أيضا للجبان . ورجل هوهة ، بالضم ، أي جبان . وفي حديث عمرو بن العاص : كنت الهوهاة الهمزة ; الهوهاة : الأحمق . أبو عبيد : الموماة والهوهاة واحد ، والجمع الموامي والهياهي . وتهوه الرجل : تفجع . والهواهي : ضرب من السير ، واحدتها هوهاة . ويقال : إن الناقة لتسير هواهي من السير ; قال الشاعر :


                                                          تغالت يداها بالنجاء وتنتهي     هواهي من سير وعرضتها الصبر

                                                          ابن السكيت : رجل هواهية وهوهاءة إذا كان منخوب الفؤاد ، وأصل الهوهاءة البئر لا متعلق بها كما تقدم . جاء فلان بالهواهي أي بالتخاليط والأباطيل ، والهواهي : اللغو من القول والأباطيل ; قال ابن أحمر :


                                                          وفي كل يوم يدعوان أطبة     إلي وما يجدون إلا هواهيا

                                                          وسمعت هواهية القوم : وهو مثل عزيف الجن وما أشبهه . ورجل هوه : كهوهاءة . وهوه : اسم لقاربت . والعرب تقول عند التوجع والتلهف : هاه وهاهيه ; وأنشد الأصمعي :


                                                          قال الغواني قد زهاه كبره     وقلن يا عم فما أغيره

                                                          وقلت هاه لحديث أكثره الهاء في أكثره لهاه . وفي حديث عذاب القبر : هاه هاه . قال : هذه كلمة تقال في الإيعاد ، وفي حكاية الضحك ، وقد تقال للتوجع ، فتكون الهاء الأولى مبدلة من همزة آه ، وهو الأليق بمعنى هذا الحديث . يقال : تأوه وتهوه آهة وهاهة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية