الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة ليقولن ما يحبسه ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون

                                                                                                                                                                                                العذاب : عذاب الآخرة، وقيل: عذاب يوم بدر، وعن ابن عباس : قتل جبريل المستهزئين، إلى أمة : إلى جماعة من الأوقات، ما يحبسه : ما يمنعه من النزول; استعجالا له على وجه التكذيب والاستهزاء، و يوم يأتيهم : منصوب بخبر "ليس"، ويستدل به من يستجيز تقديم خبر ليس على ليس، وذلك أنه إذا جاز تقديم معمول خبرها عليها، كان ذلك دليلا على جواز تقديم خبرها; إذ المعمول تابع للعامل، فلا يقع إلا حيث يقع العامل، وحاق بهم : وأحاط بهم، ما كانوا به يستهزئون : العذاب الذي كانوا به يستعجلون، وإنما وضع "يستهزئون" موضع يستعجلون; لأن استعجالهم كان على جهة الاستهزاء، والمعنى: ويحيق بهم إلا أنه جاء على عادة الله في أخباره .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية