الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                قال لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد

                                                                                                                                                                                                جواب "لو" محذوف، كقوله تعالى: ولو أن قرآنا سيرت به الجبال [الرعد: 31]، يعني: لو أن لي بكم قوة، لفعلت بكم وصنعت، يقال: مالي به قوة، ومالي به طاقة، ونحو: لا قبل لهم بها [النمل: 27]، ومالي به يدان; لأنه في معنى: لا أضطلع به ولا أستقل به، والمعنى: لو قويت عليكم بنفسي، أو أويت إلى قوي أستند إليه وأتمنع به فيحميني منكم، فشبه القوي العزيز بالركن من الجبل في شدته ومنعته; ولذلك قالت الملائكة; وقد وجدت عليه: إن ركنك لشديد. وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "رحم الله أخي لوطا، كان يأوي إلى ركن شديد"، وقرئ: "أو آوي" بالنصب بإضمار "أن" ،كأنه قيل: [ ص: 221 ] لو أن لي بكم قوة أو أويا; كقولها [من الوافر]:


                                                                                                                                                                                                للبس عباءة وتقر عيني ... ........................



                                                                                                                                                                                                وقرئ: "إلى ركن" بضمتين، وروي أنه أغلق بابه حين جاءوا وجعل يرادهم ما حكى الله عنه ويجادلهم، فتسوروا الجدار.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية