الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في القراءة في صلاة الجمعة

                                                                                                          519 حدثنا قتيبة حدثنا حاتم بن إسمعيل عن جعفر بن محمد عن أبيه عن عبيد الله بن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال استخلف مروان أبا هريرة على المدينة وخرج إلى مكة فصلى بنا أبو هريرة يوم الجمعة فقرأ سورة الجمعة وفي السجدة الثانية إذا جاءك المنافقون قال عبيد الله فأدركت أبا هريرة فقلت له تقرأ بسورتين كان علي يقرأ بهما بالكوفة قال أبو هريرة إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بهما قال وفي الباب عن ابن عباس والنعمان بن بشير وأبي عنبة الخولاني قال أبو عيسى حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ في صلاة الجمعة بسبح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث الغاشية عبيد الله بن أبي رافع كاتب علي بن أبي طالب رضي الله عنه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا حاتم بن إسماعيل ) المدني أبو إسماعيل الحارثي مولاهم أصله من الكوفة ، صحيح الكتاب صدوق يهم ، من الثامنة ( عن جعفر بن محمد ) بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي المعروف بالصادق ، صدوق فقيه إمام ( عن أبيه ) محمد بن علي بن الحسين أبي جعفر الباقر ، ثقة فاضل ( عن عبيد الله بن أبي رافع ) كان كاتب علي وهو ثقة من الثالثة .

                                                                                                          قوله : ( استخلف مروان ) هو ابن الحكم بن أبي العاص أبو عبد الملك الأموي المدني ، ولي الخلافة في آخر سنة 64 أربع وستين ، ومات سنة 65 خمس وستين ( أبا هريرة على المدينة ) أي : جعله خليفته ونائبه عليهما ( وخرج ) أي : مروان ( فقرأ سورة الجمعة ) أي : في الركعة الأولى ( وفي [ ص: 44 ] السجدة الثانية ) أي : الركعة الثانية ( فأدركت أبا هريرة ) أي : لقيته .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن ابن عباس والنعمان بن بشير وأبي عتبة الخولاني ) أما حديث ابن عباس فأخرجه مسلم وأبو داود والنسائي عنه : أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ يوم الجمعة في صلاة الصبح الم تنزيل و هل أتى على الإنسان ، وفي صلاة الجمعة بسورة الجمعة والمنافقين . وأما حديث النعمان بن بشير فأخرجه الجماعة إلا البخاري وابن ماجه عنه قال : كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ في العيدين وفي الجمعة بـ سبح اسم ربك الأعلى و هل أتاك حديث الغاشية قال : وإذا اجتمع العيد والجمعة في يوم واحد يقرأ بهما في الصلاتين . وروى الجماعة إلا البخاري والترمذي عن النعمان بن بشير -وسأله الضحاك : ما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ يوم الجمعة على إثر سورة الجمعة؟ قال : كان يقرأ هل أتاك حديث الغاشية . وأما حديث أبي عتبة الخولاني فأخرجه ابن ماجه .

                                                                                                          قوله : ( حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح ) أخرجه الجماعة إلا البخاري والنسائي . وقد استدل بهذه الأحاديث على أن السنة أن يقرأ الإمام في صلاة الجمعة في الركعة الأولى بالجمعة وفي الثانية بالمنافقين ، أو في الأولى بـ سبح اسم ربك الأعلى وفي الثانية بـ هل أتاك حديث الغاشية أو في الأولى بالجمعة وفي الثانية بـ هل أتاك حديث الغاشية .

                                                                                                          قال العراقي : والأفضل من هذه الكيفيات قراءة الجمعة في الأولى ثم المنافقين في الثانية ، كما نص عليه الشافعي فيما رواه عن الربيع . وقد ثبتت الأوجه الثلاثة فلا وجه لتفضيل بعضها على بعض ، إلا أن الأحاديث التي فيها لفظ " كان " مشعرة بأنه فعل ذلك في أيام متعددة كما تقرر في الأصول .

                                                                                                          [ ص: 45 ]



                                                                                                          الخدمات العلمية