الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      ابن منقذ

                                                                                      الأمير الكبير العلامة ، فارس الشام ، مجد الدين ، مؤيد الدولة أبو المظفر أسامة ابن الأمير مرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ الكناني ، الشيزري .

                                                                                      ولد بشيزر سنة ثمان وثمانين وأربعمائة .

                                                                                      وسمع في سنة 499 نسخة أبي هدبة من علي بن سالم السنبسي .

                                                                                      [ ص: 166 ] روى عنه : ابن عساكر ، وابن السمعاني ، وأبو المواهب ، والحافظ عبد الغني ، والبهاء عبد الرحمن ، وابنه الأمير مرهف ، وعبد الصمد بن خليل الصائغ ، وعبد الكريم بن أبي سراقة ، ومحمد بن عبد الكافي الصقلي .

                                                                                      وله نظم في الذروة كأبيه .

                                                                                      قال السمعاني ذكر لي أنه يحفظ من شعر الجاهلية عشرة آلاف بيت

                                                                                      قلت : سافر إلى مصر : وكان من أمرائها الشيعة ، ثم فارقها ، وجرت له أمور ، وحضر حروبا ألفها في مجلد فيه عبر .

                                                                                      قال يحيى بن أبي طيء في " تاريخه " كان إماميا حسن العقيدة ، إلا أنه كان يداري عن منصبه ، ويتاقي ، وصنف كتبا منها " التاريخ البدري " وله ديوان كبير .

                                                                                      قلت : عاش سبعا وتسعين سنة ، ومات بدمشق في رمضان سنة أربع وثمانين وخمسمائة .

                                                                                      [ ص: 167 ] وله :

                                                                                      مع الثمانين عاث الضعف في جسدي وساءني ضعف رجلي واضطراب يدي     إذا كتبت فخطي خط مضطرب
                                                                                      كخط مرتعش الكفين مرتعد     فاعجب لضعف يدي عن حملها قلما
                                                                                      من بعد حطم القنا في لبة الأسد     فقل لمن يتمنى طول مدته :
                                                                                      هذي عواقب طول العمر والمدد



                                                                                      ومات ابنه الأمير الكبير عضد الدولة مرهف بن أسامة في سنة ثلاث عشرة وستمائة عن ثلاث وتسعين سنة ، وله شعر رائق . روى عنه الزكي المنذري ، والقوصي ، وجمع من الكتب ما لا يوصف .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية