الطفل الموهوب .. تعرف عليه واكتشفه

17/06/2015| إسلام ويب

وجدت الموهبة لتكون مقياس للتنافس بين الأفراد والعقول، ولتكون نبراسا يميز أصحابها .. تقودنا إلى الإبداع ، والابتكار من نبع الخيال، وإلى تحقيق أعلى النقاط في مستويات الذكاء، وبلوغ الحقائق التي قد لا يدركها الآخرون .
هذه الموهبة نعمة من الخالق عز وجل، وهبها عباده لتكون أمانة، يصقلونها وينمونها .. فهي قدرة بشرية طبيعية، وذات قيمة متميزة.

الموهبة تفوق في الحواس والإدراك العقلي إلى حد الابتكار والاختراع، ونسج ما يتكون في العقل الباطن من صور وخيالات يقوم الموهوب بتجسيدها في الحقيقة حتى تتكون صورة ملموسة ومحسوسة مما يراه في عقله ويشعره في داخله.
لذا فالموهبة خلط بين الإدراك الحسي والمعنوي والعقلي، تحتاج من يرعاها وينميها لأنها لا تُورث ولا تُكتسب .

كما أن الموهبة قد تحقق نجاحا أكبر وأوسع من النجاح الذي تحققه الخبرة الحياتية أو الدراسية، لأنها لا تستعرض الوقت الطويل للحضور والتجسد، لكنها تحتاج من يقوم بإيصالها من العالم المعنوي إلى العالم الحسي.
فالموهبة عطاء بلا حدود، وفرصة الموهوبين لإثبات حضورهم في الوجود، عن طريق الإبداع والأفكار النيرة المتجددة .

من هو الطفل الموهوب ؟

يختلف علماء النفس في تعريف «الموهوب»، إلا أنهم يتفقون على أن التفوق العقلي وارتفاع نسبة الذكاء، هما أساسا التعرف عليه .. ويعرف الذكاء بأنه: القدرة العقلية العامة على التعلم وتطبيق المعرفة للتكيف مع البيئة، ولدى الإنسان الذكي القدرة على التفكير المنطقي والتفكير المجرد بصورة تختلف عن الآخرين .. إن صفة الموهوب تعني قدرة عقلية عالية جدا «استثنائية»، وتدل الموهبة على أولئك الذين يملكون بعض القدرات الإدراكية الخاصة بشكل متميز، مثل: الرسم، والشعر، والكتابات الإبداعية، والمهارات الرياضة، والحرف اليدوية، والمهارات الميكانيكية، والقيادة الجماعية ...إلخ
وتقول الدكتورة «مريم استوبارد»، أخصائية الأطفال والخبيرة الشهيرة في تنمية الطفل: (إن وجود الطفل الموهوب من الأشياء النادرة، علي الرغم من أن العديد من الأطفال قد تكون مهاراتهم متقدمة في سن معينة، فهنالك فقط حوالي 2% من الناس موهوبون حقا).

ملامح الموهبة
عادة ما يكون الآباء والأمهات قادرين في وقت مبكر على ملاحظة أن طفلهم ليس مثل بقية الأطفال. وتشير الدكتورة «ديبورا روف»، كبير أخصائي الذكاء وأسس التعليم: أن هنالك مستويات مختلفة من الموهبة، تتراوح بين 1-5 درجات. وتنقسم هذه الدرجات بناء على العوامل المرتبطة، مثل: الذكاء، والطموح، وسمات الشخصية، ومدي معدل الذكاء الذي حققه الطفل.
وتشمل صفات الطفل الموهوب ما يلي :
 
• يظهر اهتماما مبكرا بنطق الحروف الأبجدية مع الاكتساب المبكر للغة .. فبعض الأطفال يمكنهم التحدث بطلاقة وبناء الجمل المركبة قبل السنة الثانية من عمرهم. 

• يمشي مبكرا، وأحيانا يستخدم يديه أو قدميه بسهولة لإنجاز بعض المهام الحركية الكبيرة والصغيرة، كقدرته على التقاط شيء صغير باستخدام أصابع قدميه.

• القراءة في وقت مبكر، إذ يتمكن العديد من الأطفال تعلم القراءة في سن 3-4سنوات، في حين أن 6% من الأطفال يمكنهم القراءة قبل السنة الثانية.

• قوة الحجة ورجاحة المنطق.. كما يميل الطفل المفكر الموهوب إلى النقاش المفتوح والحوار المتصل، ولا شيء يغضبه أكثر من اختصار النقاش للقيام بمراجعة أخرى، أو طلب منه التقيد والامتثال.

• الشغف بالمعرفة، وطرح العديد من التساؤلات: كيف – لماذا – متى – أين...إلخ مع  الاستياء من عدم الحصول على إجابات مقنعة وكافية وشافية.

• التفكير بشكل منطقي لافت للنظر، والقدرة على التفكير التباعدي التفكير بأكثر من حل لمسألة ما بشكل إبداعي مجرد أو محسوس, عكس التفكير التقاربي: أي التفكير بحل واحد فقط)
 
• طاقات بلا حدود، قد يساء أحيانًا تفسيرها على أنها نشاط زائد وغير طبيعي.

• يعبر عن ضيقه مما يحده مما يظهر أن عقله يريد أن ينجز أشياء لا يستطيع جسمه بعد التعامل معها .

• إبداء قدرة عالية على التعامل مع الألعاب التركيبية المعقدة، والشغف بممارسة الألعاب التي تستند على الفك والتركيب والتحليل والربط أكثر من استخدام الألعاب التي تستند على الحظ.

• إدراك مبكر لمفاهيم السببية ؛ والقياس والحجم والوقت، ومقارنة الأشياء مستخدمًا هذه المفاهيم.

• امتلاك ذاكرة مكانية قوية، والقدرة على تحديد الاتجاهات بدقة.

• يتذكر الأحداث المعقدة، ويستطيع شرحها بوضوح بعد مرور فترة طويلة على حدوثها.

• حل المسائل الحسابية البسيطة في وقت مبكر. والقدرة على حل المسائل أو الألغاز بشكل لافت.

• يستطيع استيعاب مفهوم «السبب والنتيجة»، ويستطيع عمل «تخمينات» جيدة عند محاولة الإجابة على الأسئلة، ويستجيب للاتجاهات والأمور المتعددة التي تطلب منه في سن مبكرة عن غيره.

• القدرة علي التركيز لمدة طويلة .. يتمتع بقدرة على الانتباه لفترة أطول من الذين هم بنفس عمره, ويمل سريعا من الروتين.

• يتحمس هؤلاء الأطفال لهوايات وأنشطة معينة، أو لأشياء تثير انتباههم، اختاروها بأنفسهم، مثل: كتابة الشعر أو القصص أو دراسة التاريخ.


 

www.islamweb.net