الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أغرق في أحلام اليقظة فيضيع تركيزي وتتأثر دراستي!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله. وبعد:
أحب أن أشكركم على جهودكم التي تقدمونها -بارك الله لكم-.

أرسلت إليكم استشارة أشكو فيها من مشاكلي واقتراب الامتحانات.

أنا في مشكلة خطيرة جدًا وهي أحلام اليقظة؛ حيث إنني أغرق في التفكير، يعني مثلا أتخيل أني لاعب كرة مشهور، وأغوص بها بالساعات، أو أدخل الحمام لأتوضأ فأغرق في التفكير في أنني غني، وذكي وناجح؛ حتى تضيع الصلاة وأسرح بها خلال الصلاة، وأحيانا أجلس لأذاكر فأسرح كأني شيخ مشهور، وأقول فتاوى والناس تصدقني مثل: الإمام الشافعي؛ لأني أطمح أن أكون مثله، أو الإمام أبي حنيفة؛ لأني أريد أن أكون غنيًا؛ فيؤثر ذلك على حفظي، لا أحفظ سطرًا، وأيضًا لا أذاكر، وأكون دائم السرحان، وبهذا المعدل لن أكون مثل الشافعي، ولا حتى واحدًا على ألف مليار منه.

أرهقتني والله كثيرًا هذه الأمور، ودعوت الله تعالى، فدلوني ماذا أفعل؟ لأني اذا استمرت حالتي هكذا سأضيع ديني ودنياي، سأعيش فقيرًا فاشلاً، وأيضًا في الآخرة أكون من الهالكين.

أريد أن تشيروا عليّ بخطوات، أحاول اتبعاها بدون أدوية، أو الذهاب إلى طبيب نفسي، لكن أرجو أن تساعدوني؛ لأن امتحاناتي في 21/6 وأنا ضائع كما قلت في الاستشارة، وهناك مواد لم أفتحها، وأريدكم أن تشيروا عليّ عن كيفية استغلال وقتي للامتحان، كيف أحصل على أعلى مجموع إن شاء الله، وألتحق بالكلية التي أريدها، بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تقدمت أنت بسؤال بتاريخ 12/4/2024، ورقم السؤال هو 2538621، وقد أجاب عليه الشيخ الدكتور أحمد الفرجابي، ولا شك أنه قد زودك بإجابة رصينة جدًا، إذا أخذت بها هذا هو الحل، وقد أوضح لك كل التفاصيل المهمة، والخطوات التي يجب أن تتبعها.

وأنا أقول لك من الناحية النفسية: إن أحلام اليقظة ليست كلها سيئة، أحلام اليقظة إذا كانت في حدود المعقول يمكن أن يستثمر من خلالها الإنسان في مستقبله، ويحاول أن يستفيد منها كطاقة نفسية قلقية إيجابية من أجل أن يحسن الدافعية لديه، من أجل الإنجاز.

الحل النفسي هو أن تحقر هذه الأفكار، أن توقفها، أن تخاطبها مباشرة، أنتِ أفكار حقيرة، لن أكون مثل الإمام الشافعي، ولكن إن شاء الله تعالى سأتزود بالعلم الشرعي بقدر ما أستطيع ..وهكذا، وتصرف نفسك إلى دراستك، ومن المهم جدًا أن تتصور وتتأمل نفسك بعد 5 سنوات من الآن، نعم، عش حلم اليقظة هذا، من أنه عندما يكون عمري 22 أو 23 سنة مثلًا، يجب أن أكون قد أكملت الجامعة، وأكملتها بتفوق، وأضع خططي من أجل الحصول على الماجستير، ثم الدكتوراة، العمل، الزواج، بمعنى أن تستبدل أحلام اليقظة الحالية بأحلام محفزة وواقعية، وتبني فيك الدافعية إن شاء الله تعالى.

تجنب السهر هذا مهم جدًا للحد من أحلام اليقظة، وحتى وإن كانت امتحاناتك قريبة جدًا، لكن يجب أن تخصص نصف ساعة إلى ساعة لممارسة الرياضة، وكذلك تخصص 10 دقائق في الصباح، و10 دقائق في المساء لتطبيق تمارين الاسترخاء، وذلك استرشادًا بأحد المواقع الموجودة على اليوتيوب التي توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، أو يمكن الاستعانة باستشارة إسلام ويب التي رقمها ^21360156، والتي توضح كيفية تمارين الاسترخاء.

أنت ذكرت أنك لا تريد دواء، وهذا أمر نقدره ونحترمه، لكن إذا تناولت أحد مضادات القلق البسيطة سوف يساعدك كثيرًا، حبة واحدة من عقار موتيفال ليلًا لمدة شهرين سيقلل كثيرًا من هذه الأفكار القلقية التي تتساقط عليك وتشتت من انتباهك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً