الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان السائل يعني أنه صلى المغرب معتقدا أنه صلاها في وقتها ثم تبين أنه صلاها بعد دخول وقت العشاء فإن صلاته صحيحة ولا يطالب بالقضاء, لأن نية الأداء تنوب عن نية القضاء لا سيما مع عدم العلم, سواء تبين له فيما بعد أن وقت العشاء دخل قبل الدخول في صلاة المغرب أو أثناءها طالما أنه صلى المغرب بنية الأداء غير عالم بخروج وقتها.
قال النووي في روضة الطالبين في الفقه الشافعي وهو يذكر الخلاف في بعض ما يشترط في نية الصلاة: الثالث القضاء والأداء ,الأصح أنه لا يشترط بل تصح أداء بنية القضاء وعكسه. انتهى.
قال ابن مفلح في الفروع ـ وهو حنبلي: ويصح القضاء بنية الأداء وعكسه إذا بان خلاف ظنه, ذكره الأصحاب، ولا يصح القضاء بنية الأداء وعكسه أي مع العلم، وذكره في الإنصاف, وقال ابن تميم: فلا إعادة وجها واحدا. انتهى.
ثم إنه لا يجوز للمسلم أن يتعمد تأخير الصلاة عن وقتها، ومن فعل ذلك لغير عذر معتبر شرعا فقد أثم إثما عظيما, وتعرض للوعيد الذي توعد الله به الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها، وعليه التوبة إلى الله تعالى من تعمد تأخير الصلاة عن وقتها ويحافظ على صلاته في وقتها، فإن أفضل الأعمال أداء الصلاة لوقتها, فقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ فقال: الصلاة على لوقتها. رواه البخاري ومسلم.
وانظر بيان وقت صلاة المغرب في الفتوى رقم: 12092.
أما عن الجزء الأخير من السؤال فإن كان المراد بالصلاة صلاة التطوع فإنها مكروهة بعد صلاة الصبح إذا كانت لغير سبب لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عنها في الحديث الصحيح، وإن كان لها سبب كتحية المسجد وسجود التلاوة والشكر فقد اختلف في جوازها، كما اختلف أيضا في جواز قضاء الفوائت في أوقات النهي كما سبق بيانه في الفتوى رقم :50805.
والله أعلم.