الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل قام الخليفة محمد الفاتح بخنق أخيه من الرضاعة

هل قام الخليفة محمد الفاتح بخنق أخيه من الرضاعة

هل قام الخليفة محمد الفاتح بخنق أخيه من الرضاعة

يعد الخليفة محمد الفاتح أحد السلاطين الأقوياء في الدولة العثمانية . فهو الذي دمر الإمبراطورية البيزنطية ، وفتح عدة ممالك ومدن منها كورنته وغالاتا وارغوس وجنوه ، وقاد الجيش بنفسه في حصار بلغراد عاصمة صربية تم فتحها بفضل الله واستولى على مملكة طرانبرون اليونانية ، وفي عام 1462م فتح رومانيا ، والبوسنة والهرسك وأصبحت ألبانيا وقونية جزءا من الدولة العثمانية.

وفي عام 1476م فتح هنغاريا وملدوفيا.. ويكفيه فخراً وعزاً أنه حقق بشارة النبي صلى الله عليه وسلم حين قال : " لتفتحن القسطنطينية ، فنعم الأمير أميرها، ونعم الجيش ذلك الجيش " .

أما قصة قتله لأخيه الرضيع أحمد فهي قصة مكذوبة وضعها أعداء الدولة العثمانية لتشويه سيرة هذا البطل المجاهد السلطان محمد الفاتح رحمه الله .

والأدلة على هذه القصة المكذوبة ما يلي :
1ـ إن الثابت أن أحمد مات غريقا في حوض الماء بعد أن غفلت عنه مربيته .
2ـ هل يعقل أن سلطاناً كبيراً يغار من أخ له رضيع أقصى مناه مذقة حليب ، ولا يمكن التنبؤ بنواياه وأطماعه فيقتله استباقا للأحداث بدلا من أن يربيه على طاعة الله وطاعة رسوله وعلى الإخلاص .. ويشربه الولاء لدولة الخلافة .
2ـ إن السلطان محمد الفاتح تربى تربية إسلامية على يد ثلة من علماء عصره مثل الشيخ محمد جبلي زاده الشيخ سراج الدين الحبلي ، والشيخ إسماعيل الكوراني ( الذي كان الفاتح يسميه أبا حنفية زمانه ) .
4ـ أنها نقلت بدون خطام أو زمام .. وإنما لفقها أحد أعدائه ..
5ـ طريقة القتل المزعومة تبين سخف وبطلان هذه القصة: فقد زعم مروجو هذه الفرية أن السلطان محمد الفاتح أرسل أحد قواده واسمه علي بك إلى جناح النساء لقتل أخيه الرضيع ، فلما علم علي بك أن الطفل موجود في حمام النساء حيث تقوم مربيته بغسله ، اقتحم الحمام وأمسك بالطفل الرضيع وغطسه تحت الماء حتى مات مختنقاً غرقا .. أي هراء ... هذا .

وهل يصدق عاقل أن محمد الفاتح ، وهو الذكي المحنك يقدم على قتل أخيه الرضيع بهذه الصورة المكشوفة الساذجة ... ؟ وهل يصدق عاقل أن محمدا الفاتح كان عاجزاً عن تكليف إحدى النساء ، كزوجته ، أو إحدى خادماتها بتنفيذ عملية القتل من دون إثارة انتباه أحد .. بدل أن يرسل رجلاً إلى جناح النساء ، وهو أمر غير مألوف ، بأن يقتحم هذا الرجل حمام النساء .. حيث يكن متحللات من حجابهن ومتخففات من كثير ملابسهن ، وفي ذلك ما فيه من خروج مستهجن عن المألوف ، من شأنه لو تحقق فعلاً أن يثير من ضجيجهن ، وصخبهن ، ما يضطر ذلك الرجل إلى الفرار قبل أن ينفذ مآربه ، مهما بلغت به الجرأة والنذالة ؟ ! إذن ما حقيقة هذه الفرية ..

الحقيقة هي أن المربية التي كانت موكلاً إليها أمر العناية بالطفل الرضيع أحمد ، انشغلت لبعض شأنها بينما كانت تغسله ... فوقع في حوض الماء .. فمات مختنقا غرقا قبل أن تتداركه الأيدي التي امتدت لإنقاذه بعد فوات الأوان .

فتبين مما سبق براءة السلطان محمد الفاتح من تلك التهمة .. وإنما هي فرية صنعها الحاقدون الحاسدون .
عسى الله أن يكفينا شر كل حقود وحسود بمنه وفضله .. اللهم آمين.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة