الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أين الله ؟

أين الله ؟

أين الله ؟

عن معاوية بن الحكم السلمي - رضي الله عنه - أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - يستفتيه عن جارية كان قد لطمها، فعظّم النبي - صلى الله عليه وسلم - فعله فقال: يا رسول الله أفلا أعتقها ؟ قال: ائتني بها، فأتاه بها، فقال لها: ( أين الله ؟ قالت: في السماء، قال: من أنا ؟ قالت: أنت رسول الله، قال: اعتقها فإنها مؤمنة ) رواه مسلم

المفردات

أعتقها: حررها من رق العبودية.

في السماء: على السماء.

المعنى الإجمالي

يتجلى في هذا الحديث معنى عظيم من معاني الرحمة، وهي رحمة المسلم بمن تحت يده من المماليك، حيث أوجب الإسلام معاملتهم بكرامة وحسن خلق، وحرّم الاعتداء عليهم، وتكليفهم من العمل ما لا يطيقون، وبين أنه في حال الاعتداء عليهم بالضرب أو الإهانة فإن أنجع كفارة لهذا الاعتداء يكون بتحريرهم وتخليصهم من رقهم، لهذا أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - معاوية بن الحكم - رضي الله عنه - أن يعتق جاريته بعد أن ضربها، لكنه أراد أن يختبر إيمانها بربها، ومعرفتها به، فسألها أين الله ؟ فأجابته بأن الله في السماء، أي: على السماء، وسألها عن نفسه، فأجابته أنه رسول الله حقاً، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - معاوية أن يعتقها، وشهد لها بالإيمان على بعد إجابتها على السؤالين .

الفوائد العقدية

1- جواز اختبار ولي المسلمين في أمور الإيمان عند الحاجة.

2- جواز الشهادة بالإيمان على حسب الظاهر.

3- إثبات العلو لله.

4- إثبات الرسالة لمحمد - صلى الله عليه وسلم - .

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة