الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رسالة إلى الأقصى

رسالة إلى الأقصى

رسالة إلى الأقصى









جراح توالي نزفها وخريرها

وأنَّات شاك ليس يُدرى مصيرها



وآهات مكظوم تُترجم محنةً

تأجَّج في عمق الحنايا سعيرها



وولولة يغزو الفضاء شهيقها

ويمتد في عرض السماء زفيرها



علام؟ على القدس المعنَّى تحوطه

عصابة سوء لا تنام شرورها



طغت وبغت واستعذبت كل مأثم

وهل أرهق الأيام إلا فجورها



لصوص ترى في الليل خلعة فاجر

وكم خلعة تحمي الجناة ستورها



ضمائرها موتى وأخلاقها قذىً

ومنهجها ظلم الحياة وزورها



ذئاب ترى العدوان دينًا ومذهبًا

تضجُّ لها أكواخها وقصورها



فتحصد أرواحا وتفرغ آمناً

وتسفك أدماءً عزيزًا يسيرها



إذا زرتها يوما وقد شفَّك الضنى

فزائرها راث لها ومزورها



ونحن بني الإسلام في غفلاتنا

ومن حولنا الأهوال باد سفورها



ومسجدنا الأقصى يناشد أمة

موزعةً كي يستجيب غيورها



يقولون آساد الحمى ورعاته!!

إذا صحَّت الدعوى فأين زئيرها؟



إليكم بني الإسلام قولة ناصح

تهز قلوب الغافلين سطورها



أنحيا وفينا فرقة وتمزق

حياة لعمر الحق جفت زهورها



نقيم بأرض أنبتت كل ماجد

فكيف رمتنا بالضباب جحورها



وقلنا سماء العز فوق رؤوسنا

فكيف هوت عقبانها وصقورها



أنحيا وفي الأقصى انقباض وذلة

لتلك حياة مات فيها ضميرها



وأفتح عيني إذ أراه محرَّرًا

فأقطع آفاق الدجى وأُطيرها



إلى ساحه أسرى البراق وحوله

تسابيح من وحي السماء صدورها



سنفنى ليبقى شامخ الرأس عاليًا

بمئذنة يمحو الدياجر نورها



وتفديه أرواح غوال كرائم

على الله في ساح الفداء أجورها



إلى سُدَّة الأقصى بعثت تحيتي

من المهجة الولهى يفوح عبيرها



وأبعث أشواقي رسائل آمل

يعيد صداها نظمها ونثيرها



إليك .. وما أنفكُّ أجتاز رحلةً

يشق على غير المشوق عبورها



وهل تستوي الأيام لينًا وقسوةً؟

وهل يتساوى ظلها وحرورها



فداؤك (إن عزَّ الفداء) نفوسنا؟

وكل مُناها أن يُفكَّ أسيرها



ولا بد أن تنجاب عنك سحابة

ويأتي بما سرَّ النفوس بشيرها





.........................................

المصدر : مجلة " الأمة " . العدد : 55

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة