الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأقلية المسلمة بكوريا الجنوبية.

الأقلية المسلمة بكوريا الجنوبية.

الأقلية المسلمة بكوريا الجنوبية.

شبه جزيرة كوريا في شرقي قارة آسيا، في غربها البحر الأصفر، ويفصلها عن الصين، وفي شرقها بحر اليابان، وتشترك الحدود الشمالية والشمالية الغربية مع كل من الاتحاد السوفييتي والصين، وقسمت شبه الجزيرة الكورية بعد الحرب العالمية الثانية إلى دولتين تفصل بينهما منطقة محايدة كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية وعاصمتها سيول، وأهم المدن بوسان (بوزان) وتيجو.

أرض كوريا الجنوبية:
يغلب على أرضها المظهر الجبلي، وجبالها قليلة الارتفاع، فبعض قممها الجبلية تزيد على 1500 متر، وأعلى جبالها شيري سان (1915م) وبالسواحل خلجان عديدة ساعدت على قيام المواني الطبيعية مثل بوسان، وإنشون، وأرضها السهلية بجوار سواحلها، وأخصب أراضيها تلك التي توجد في الجنوب الغربي، وأبرز أنهارها ناكتونج (522 كم)، ونهر هان جانج (512 كم).

السكان:
وصل عدد سكان كوريا الجنوبية في سنة 1408هـ- 1988م 42.626.000 مليون نسمة، ويدين معظمهم بالبوذية، وهناك أقلية مسيحية تصل إلى حوالي 2.5 مليون، أما الأقلية المسلمة فيقترب عددها من 57 ألف نسمة، وهي حصيلة لا بأس بها، ذلك أن الإسلام دخلها حديثا.

كيف وصل الإسلام إلى كوريا الجنوبية ؟
يشير تاريخ كوريا إلى أن العرب وصلوا إليها في وقت مبكر، فقد أشار ابن خرداذبه في كتابه "المسالك والممالك" إلى وصول التجار العرب إلى بلاد سيلا (Silla) في القرن التاسع الميلادي، ويشير التاريخ الكوري إلى علاقات تجارية بين العرب وبلادهم في القرن الحادي عشر الميلادي، و(سيلا مملكة كورية قديمة) ففي سنة 1040م زار وفد من التجار العرب كوريا وقدموا هدايا من الزئبق والمرجان إلى الملك جوان جونج، ولقد جاء العرب إليها من الصين.

والوصول الفعلي للإسلام جاء أثناء الحرب الكورية الأخيرة، بعد سنة 1370هـ - 1950م، فوصلت إلى كوريا الجنوبية قوات تركية ضمن قوات هيئة الأمم المتحدة، وكان إمام هذه القوات الشيخ عبد الرحمن، وشيدت القوات التركية مسجدا لتأدية شعائر الإسلام في سنة 1376هـ - 1956م، وكانت هذه البداية، وأقبل الكوريون على اعتناق الإسلام، فاعتنق 4000 كوري الإسلام، ثم أخذ عدد المسلمين يتزايد، وتكون الاتحاد الإسلامي الكوري في سنة 1383هـ - 1963م، وفي سنة 1386هـ - 1966م أعيد تنظيم الاتحاد الإسلامي الكوري وانتخب صبري سوح رئيسا، وعبد العزيز كيم سكرتيرا، وبني مسجد مؤقت في سيول.

وفي سنة 1387هـ - 1967م قام صبري سوح رئيس الاتحاد الإسلامي الكوري ومعه الأستاذ عثمان كيم أستاذ اللغة العربية بجامعة هانكوك بزيارة عدة دول إسلامية فزار ماليزيا، والباكستان والمملكة العربية السعودية، ومصر، والقدس، وذلك بهدف توثيق العلاقات بين المسلمين في كوريا والعالم الإسلامي، وللمركز الثقافي الإسلامي السعودي نشاط في الدعوة الإسلامية بين الكوريين العاملين بالمملكة العربية السعودية، وأسلم آلاف منهم.

المسجد والمركز الإسلامي بسيول:
في سنة 1387هـ - 1967م اعترفت وزارة الإرشاد الكوري بالاتحاد الإسلامي بكوريا، وتبرع رئيس جمهورية كوريا آنذاك بمساحة تقدر بخمسة آلاف متر مربع لإقامة المسجد الإسلامي الرئيسي والمركز الإسلامي بسيول، ووضع الحجر الأساسي لهذا المشروع في سنة 1391هـ - 1971م، وفي نفس العام ذهب وفد من مسلمي كوريا الجنوبية لمقابلة المغفور له الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود أثناء زيارته لليابان، فدعم الأقلية المسلمة ماديا، وفي سنة 1392هـ - 1972م تشكلت لجنة من الاتحاد الإسلامي الكوري لبناء المسجد والمركز الإسلامي بكوريا، وبعد عام قام رئيس الاتحاد الإسلامي بكوريا بزيارة للدول العربية لدعم المشروع الإسلامي، فزار المملكة العربية السعودية، ومصر، وأبو ظبي، وقطر والمغرب وليبيا، وفي سنة 1394هـ - 1974م احتفل بإتمام بناء المركز الإسلامي بسيول وحضر الاحتفال وفود من بعض الدول الإسلامية والعربية، وبعد عام احتفل بإتمام بناء المسجد الإسلامي الملحق بالمركز في سيول، وحضر الاحتفال 51 مندوبا من 19 دولة إسلامية، وفي سنة 1401هـ - 1981م افتتح المجلس الإسلامي الكوري مسجدين في مدينتي (بوسان) و (كوانجو). ولقد وصل عدد المساجد في كوريا الجنوبية إلى 8 مساجد.

مؤتمر الأقليات المسلمة بسيول:
في سنة 1396هـ - 1976م عقد مؤتمر الأقليات المسلمة بسيول، واتخذ المركز الإسلامي مقرا له، وافتتح معهد اللغة العربية في نفس العام بالمركز الإسلامي بسيول، وصدر أول كتاب عن المركز الإسلامي الكوري بعنوان "كيف تكون مسلما؟"، ثم تكونت أول جمعية إسلامية خيرية بكوريا، وأسس الاتحاد الإسلامي الكوري مسجدا صغيرا في مدينة "بوسان" حيث يوجد أكثر من ثلاثمائة مسلم، ونشط المركز الإسلامي الكوري في إصدار عدة كتيبات عن الإسلام باللغة الكورية، وفي سنة 1397هـ - 1977م زار وفد سعودي كويتي مسلمي كوريا، واقترح بناء مدرسة إسلامية لتعليم أبناء المسلمين الكوريين، وتبرع لهذا المشروع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود بمبلغ 25000 دولار، كمنحة سنوية ترسل إلى الاتحاد الإسلامي الكوري.

التوزيع الجغرافي للمسلمين في كوريا:
وصل عدد المسلمين في كوريا في سنة 1405هـ - 1985م حوالي 50000 مسلم ينتشرون في ثلاث مناطق، في سيول، وفي مدينة بوسان، وفي بلدة كوانجو وفي بلدة وانجو، وفي خارج كوريا حوالي 7350 مسلما منهم 5050 مسلما في المملكة العربية السعودية، و1900 مسلم في الكويت، و400 مسلم في بلاد إسلامية أخرى، وتكتسب الدعوة الإسلامية المزيد من الكوريين، فعدد المسلمين في نماء مستمر، ذلك أن الغالبية العظمى من سكان كوريا الجنوبية يعتنقون البوذية، وإذا ما نظمت الدعوة الإسلامية بكوريا ودعمت فسوف يتضاعف عدد المسلمين سريعا، وفي الوقت الراهن يقدر عدد المسلمين في كوريا الجنوبية بحوالي 57.000 نسمة.

الوضع الراهن للمسلمين بكوريا:
الوضع التعليمي والاقتصادي للمسلمين في كوريا جيد، فحوالي 40 % حصلوا على التعليم العام في كوريا، ففي عينة إحصائية قام بها الاتحاد الإسلامي الكوري في سنة 1401هـ - 1981م وشملت 1132 عضوا كانت نتيجتها 250 طالبا في المرحلة الابتدائية، و149 طالبا في المرحلة المتوسطة، 947 في المدارس العليا، و392 طالبا بالجامعة، وكان مجموع الملتحقين بالتعليم 1076، أما التعليم الإسلامي فيتركز الآن في مدرسة إسلامية ملحقة بالمركز الإسلامي في سيول، ولا تزال هذه المدرسة في مرحلة أولية، وهناك حوالي 100 طالب كوري مسلم يدرسون في البلاد الإسلامية منهم 11 طالبا بالمملكة العربية السعودية، و10 طلاب في مصر، و9 طلاب في ليبيا، و4 في المغرب، و4 في قطر، و20 طالبا في الباكستان، و13 طالبا في ماليزيا، و6 طلاب في إندونيسيا وهناك مشروع إقامة جامعة إسلامية بكوريا، كركيزة للعمل الإسلامي بكوريا، ويشرف على هذا المشروع الاتحاد الإسلامي الكوري، وجدير بالذكر أن البعثات التنصيرية المسيحية لها نشاط تعليمي في كوريا، فلديها المدارس الابتدائية والمتوسطة وكذلك الكليات، والمدارس الفنية، لهذا يجتهد الاتحاد الإسلامي الكوري في محاولة تنفيذ مشروع الجامعة الإسلامية بسيول، لتحصين الشباب المسلم بالثقافة الإسلامية، كذلك الإسهام في نشر الدعوة الإسلامية، ولقد خصصت الحكومة الكورية 430.000 متر مربع بجوار مدينة سيول لمشروع الجامعة الإسلامية.

أما الوضع الاقتصادي للمسلمين الكوريين فجيد بصفة عامة، يتضح هذا من عينة إحصائية قام بها الاتحاد الإسلامي الكوري شملت 1076 عضوا، ودخول المسلمين بكوريا عالية ووضعهم الاقتصادي جيد.

متطلبات العمل الإسلامي بكوريا:
ينبغي ملاحظة ما يلي لدعم الدعوة الإسلامية في كوريا:
- الحاجة إلى ترجمة بعض الكتب الإسلامية تضاف إلى ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الكورية، وإعادة تنقيح وطبع ترجمة معاني القرآن الكريم.
- دعم جمعية الطلاب المسلمين، وتوظيف الطلاب المسلمين الكوريين المبعوثين إلى الجامعات الإسلامية في الدعوة.
- استغلال حرية الدعوة إلى الدين في كوريا وتدعيم الدعوة الإسلامية ووضع استراتيجية مدروسة عن طبيعة الشعب الكوري.
- وضع منهج دراسي للطلاب المسلمين الكوريين يتناسب مع كل مرحلة.
- تصحيح الشبهات التي روجها أعداء الإسلام في ذهن الشباب الكوري، ورفع مستوى القائمين على الدعوة ثقافيا.
- توحيد جهود المساهمات التي تقدمها الهيئات الإسلامية للمسلمين الكوريين.

الهيئات الإسلامية بكوريا:
ولقد أسس الاتحاد الإسلامي الكوري العديد من الهيئات الإسلامية منها:
1- هيئة الدعوة.
2- اللجنة الشرعية للإنماء.
3- جمعية الشبان المسلمين.
4- جمعية الطلاب المسلمين.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة