الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مال أول !

مال أول !

 مال أول !

مال أول !
تلك هي العبارة التي يستخدمها الأبناء عندما يطلب منهم أحد الاستماع إلى نصائح الوالدين، فالبعض أو ربما الكثير من الشباب والمراهقين يكون مبدأه في الحياة (مال أول)، فلا يستمع لنصيحة والديه على الرغم من أنهم ذو خبرة كبيرة، وليس هذا فقط بل البعض منهم يقوم بإسكات والديه، ناسين أو متناسين قوله تعالى: ((وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمً)) [الإسراء: 23]، وسأذكر بعض الأمثلة على ذلك.
هذه ابنة تزوجت وأنجبت طفلاً وأُصيب طفلها بالمغص فتنصحها أمها بأن تعطيه من شراب الينسون فتقول: (مال أول !) وذلك ابن أصبح أباً ومسؤولاً عن أسرته ويصادفه العديد من المشكلات التي تصادف أي أب ولا يستشير والده المتقاعد بحجة أنه (مال أول !)، وتلك ابنة وهي في زيارة لأحد الأقارب تقوم بإسكات أمها من خلال توجيه نظرات غاضبة إليها لأنها ذكرت شيئاً بالنسبة لها (مال أول !)، تسود هذه الظاهرة مجتمعنا وفيه استصغار للآباء وذلك يعد شكلاً من أشكال العقوق الذي يُعاقب عليها المسلم في الدنيا قبل الآخرة.

توجد أسباب تدعو الأبناء إلى عدم سماع نصح الآباء واعتبارهم (مال أول) وهي:
1. انعدام الصلات الأسرية السوية بينهم ظنا منهم أن الصلات تبني نفسها.
2. التأثير السلبي لوسائل الإعلام والأصدقاء على الصلات الأسرية.
3. أن الأب والأم في نظرهم كبيران في السن ومن جيل قديم فلا يفقهون شيئاً في العصر الحالي.
4. يظنون أنهم على علم أكثر من الآباء فهم في نظرهم أقل مستوى تعليمي منهم ومن جيل قديم.
5. انشغال الأب والأم بالعمل سواء كان خارج المنزل أو داخله مما أدى إلى فجوة بين أفراد الأسرة.
ينبغي على الأبناء الاستماع لنصائح الآباء، فمهما كانوا على علم فهناك أمور لا يكتسبها الإنسان إلا بالخبرة بعد سنوات، والآباء لم يبلغوا هذا السن إلا وهم قد اكتسبوا خبرة سنوات من التجارب ولاشك أنهم أخطأوا في أمور عدة وتعلموا من هذه الأخطاء فلماذا يقع الأبناء في نفس الخطأ ولديه من يرشده للصواب، إن العمر واحد لا مجال للإعادة لذا عليهم أن يستشيروا الآباء دائما في أمور حياتهم ويستفيدوا من خبرتهم فمهما تعلموا هناك أمور لا تكتسب إلا بخوض التجربة، فعليهم أن يأخذوا من تجارب آبائهم ويحسنوا من حياتهم، كما يجب على الآباء تقوية الصلات الأسرية بينهم وبين أبنائهم حتى لا يكون تأثير الإعلام والأصدقاء عليهم قوياً.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة