الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العلماء والجهاد ( 6 ) أسد بن الفرات

العلماء والجهاد ( 6 ) أسد بن الفرات

قاد القاضي الشيخ أسد بن الفرات جيشـًا عظيمـًا لفتح صقلية ، فخرج على رأس الجيش في ربيع 212هجرية ، وكان يومـًا مشهودًا ، حيث خرج وجوه أهل البلد يشيعونه ، ولم يبقَ أحد من رجال الدولة إلا شيعه .
ولما ركب هذا العالم المجاهد ، وسار في حفل عظيم من الناس ، تحفه حملة الأعلام والسيوف ، قال وهو في هذا الموضع منوهـًا بفضل العلم " لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، والله يا معشر الناس ، ما ولي لي أب ولا جد ولاية قط ، وما رأيت ما ترون إلا بالأقلام ، فاجهدوا أنفسكم واتعبوا أبدانكم في طلب العلم وتدوينه ، وكابروا عليه واصبروا على شدته فإنكم تنالون به الدنيا والآخرة " .
ثم ركب البحر سنة 212هـ ، ونزل في مدينة ( فأزر ) من بلاد صقلية ، والتقى الجمعان ، فحمل المسلمون على أعدائهم حملة شعواء ، وهو على رأس النفيضة ، يحرض المؤمنين على القتال قولاً وفعلاً ، فدارت الدائرة على جيش الروم ، ودك حصونـًا واستولى عليها ، وحاصر ( سركوسة ) وفي أثناء الحصار أصيب بجروح بالغة سال منها الدم على اللواء الذي يحمله حتى فاضت روحه إلى ربها راضية مرضية .
وحين رأى الجنود استشهاد قائدهم استبسلوا مجاهدين الروم ، حتى أرغموهم على الهروب لا يلوون على شيء ، وكتب زيادة الله والي إفريقيا ، إلى الخليفة المأمون بأن الله تعالى أتم فتح صقلية على يد القاضي أسد بن الفرات .

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة