الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسلمو بولندا : مثابرة واجتهاد رغم الاضطهاد

مسلمو بولندا : مثابرة واجتهاد رغم الاضطهاد

طوال قرن من الزمان يعيش مسلمو بولندا حلقات متتالية من الاضطهاد والتعذيب والنفي الذي ذهب بهم مرة إلى صقيع سيبريا، ومرة ثانية مهاجرين بالآلاف في حي بروكلين بنيويورك .

ولكنهم رغم هذه المحنة الممتدة يصرون على أن الحياة تستمر ويواصلون عملهم الإسلامي للحفاظ على هويتهم في ظروف صعبة.
في عام 1987م أنطلق النشاط الإسلامي في بولندا من خلال افتتاح الفصول التعليمية في نهاية كل أسبوع للمئات من أطفال المسلمين هناك من ذوي الأصول التتارية ويلتحق غيرهم من الشبان والشابات بالكليات والجامعات الإسلامية في الخارج .

كما برز النشاط الثقافي لجمعية الطلبة المسلمين في بولندا، حيث أصدرت مجلة (الحكمة) باللغة البولندية ومجلة (الحضارة) باللغة العربية، بالإضافة إلى عدد من نشرات التوعية وتنظيم المؤتمرات والمخيمات وسعيها المتواصل لإنشاء عدد من المساجد والمراكز الإسلامية.

مزاولة الشعائر
وفي مسجد "غدانسك" الجديد الذي افتتح رسميا عام 1990م ومسجدي مدينتي "كروجينيان وبوهونيكي" إلى جانب مصليات في العاصمة البولندية وارسو، وفي مدينة بياوستوك؛ يزاول المسلمون البولنديون شعائرهم الدينية ونشاطهم الاجتماعي والثقافي، إلا أن المسلمين في بولندا الذين يزيد عددهم عن 40 ألف مسلم يحتاجون إلى الدعم الاقتصادي والديني لتطوير حياتهم وتحسين أوضاعهم الاجتماعية حيث إن الضعف الاقتصادي يشكل عقبة في طريق نمو المسلمين في هذا البلد.

ومن الجمعيات الإسلامية في بولندا: اتحاد مسلمي بولندا ودائرة مسلمي بولندا واتحاد الطلبة المسلمين البولنديين والاتحاد البولندي للتتار والجمعية الإسلامية للتأهيل والثقافة، ولهذه الجمعيات أنشطة تعليمية دينية ودعوية وخيرية.

بين النازية والشيوعية
والمسلمون في بولندا دفعوا الثمن غاليا في عام 1939م عندما قتل النازيون الكثير منهم عقابا لهم لتصديهم للغزو النازي والدفاع عن أرض بولندا، لارتباطهم بها وبالشعب البولندي، ثم توالت النكبات على المسلمين البولنديين خلال الحربين العالميتين.

وجاء بعدهما الحكم الشيوعي الذي أضاف انتكاسة أخرى حادة للوجود الإسلامي على الساحة البولندية ، فقام الشيوعيون بمحاربة الأديان وعلى رأسها الدين الإسلامي ، فأغلقوا المساجد وطمسوا معالم ورموز الحضارة الإسلامية وما يمت لها بصلة ، وهجروا المسلمين إلى صحراء سيبيريا الجليدية، ونزعوا أملاكهم وصادروا أراضيهم، وهاجر منهم كثيرون إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي يعيش فيها الآن أكثر من ألفي عائلة من المسلمين التتار الذين يتحدثون اللغة البولندية ويتركز غالبيتهم في حي "بروكلين" في مدينة نيويورك.

ورغم ذلك لم ينقطع أمل المسلمين البولنديين في الحفاظ على هويتهم الإسلامية وحماية أجيالهم القادمة بل انطلقت نشاطاتهم المختلفة، وفي عام 1984م زارهم مفتي لبنان الراحل الشيخ حسن خالد - يرحمه الله - وتلا ذلك زيارة وفد من رابطة العالم الإسلامي، حيث كانت هاتان الزيارتان نقطة انطلاق لتتحرك أول مجموعة من حجاج بولندا إلى الأراضي المقدسة، والتحاق أعداد من الطلبة المسلمين البولنديين لتلقي العلوم الشرعية في الجامعات الإسلامية وربط أواصر التعاون والتواصل بين مسلمي بولندا والأمة الإسلامية.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة