الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما أفضل علاج دوائي يشمل الرهاب والوساوس؟

السؤال

أنا أعاني من الرهاب الاجتماعي والوسواس القهري، وذهبت أتعالج بالمستشفى النفسي، وصرفوا لي علاج (افيكسور75) وبعد أسبوع (افيكسور 150) المهم يا دكتور لي (7) شهور على هذا العلاج، وأحس بأنه لم ينفعني من ناحية الرهاب ولا الوسواس، وطريقتي بأخذ العلاج ملخبطة جداً، أحياناً آخذ حبة الظهر، واليوم الثاني أخذها (8) بالليل، والسبب أني أنسى العلاج، فهل يا دكتور اختلاف موعد الدواء كل يوم في وقت يؤثر على مفعوله؟ وما رأيك بأفضل علاج يشمل الرهاب والوسواس؟

جزاك الله الجنة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم زهراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أفضل علاج دوائي للرهاب والوسواس في الوقت الحاضر نستطيع أن نقول أنه عقار (سبرالكس Cipralex) والاسم العلمي هو (استالوبرام Escitalopram) ويتميز السبرالكس بأنه جرعة واحدة في اليوم، وهذا سوف يناسبك كثيراً، لأنك ذكرت أنك غير منتظمة في تناول الدواء، علماً بأن الالتزام التام والقاطع في تناول الجرعة في وقتها هو المؤشر الرئيسي لنجاح العلاج - إن شاء الله تعالى - فكوني حريصة على ذلك.

توقفي من الإفكسر بالتدرج، وفي ظرف أسبوعين يمكنك أن تتخلصي من الإفكسر، وبعد ذلك ابدئي في تناول السبرالكس بجرعة (10) مليجرام بعد الأكل يومياً لمدة شهر، بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى ( 20) مليجرام يومياً واستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى (10) مليجرام يومياً لمدة ستة أشهر أخرى، ثم اجعليها (5) مليجرام يومياً لمدة شهر، وبالنسبة للخمسة مليجرام فهي غير متوافرة، لذا تناولي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على (10) مليجرام، وبعد انقضاء الشهر تكونين قد أكملت المدة العلاجية الدوائية، وكما ذكرت لك مسبقاً الالتزام القاطع في تناول الدواء هو من أهم سبل نجاح العلاج.

أرجو أن لا تنسي الوسائل السلوكية لمقاومة الرهاب والوساوس، ومن أهم هذه الوسائل هو أن تحقري الوساوس، وأن تقومي بفعل مضاد لها، وأن تعرضي نفسك لمصادر الخوف دون التصرف السلبي أو الانسحاب من الموقع أو الموقف الذي يسبب لك الخوف، والمواجهة قد تزيد القلق في بداية الأمر، لكن بعد ذلك سوف تحسين أن الأمور قد تحسنت جداً.

أكثري من التواصل الاجتماعي، كالذهاب إلى حلقات التلاوة؛ ففيها خير كثير جداً للإنسان الذي يعاني من الرهاب الاجتماعي وكذلك الوساوس، هذه الحلقات أو المجالس القرآنية تحفها الرحمة والسكنية، ويجد الإنسان نفسه متفاعلاً مع مجموعة طيبة من الزملاء معه، فلا يشعر بخوف ولا رهبة في وجوده في هذه الأماكن كما ذكرت لك.

تعلمي إدارة الوقت بصورة جيدة، فإدارة الوقت من أفضل الوسائل التي لا تتيح مجالاً للفراغ؛ لأن الفراغ هو أحد العوامل التي تعطي الوساوس والمخاوف فرصة كبيرة لتتمكن من الإنسان.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً