الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما الوسيلة لتجاوز التوتر والارتباك عند التحدث مع الغرباء؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو المساعدة، حيث أني لا أستطيع الذهاب لطبيب نفسي، باختصار عندما أتحدث مع الغرباء يهتز صوتي، ويظهر كأنه خافت، انتهيت من دراستي الجامعية، وعندي فرصة جيدة للعمل، وأخاف أن تضيع مني بسبب التوتر والقلق عند التحدث مع الغرباء، والارتباك في الكلام، والصوت الخافت والمهتز، أعلم أنها أعراض الرهاب الاجتماعي، لكني أريد الحل، سواء تعديل سلوكيات أو أدوية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ flawer حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مشكلتك -إن شاء الله تعالى– بسيطة جدًّا، وحتى نوعية الرهبة الاجتماعية التي تعانين منها أعتقد أنها من درجة بسيطة جدًّا، وأنت -الحمد لله تعالى– أفلحت في إنهاء دراستك الجامعية، ولا شك أن تواصلك مع زميلاتك في أثناء الدراسة دليل أن مشكلتك في موضوع الرهاب ليست مشكلة معقدة، فيجب أن يكون لديك المزيد من الثقة في نفسك.

وبالنسبة لموضوع الأعراض التي تهيمن عليك، مثل الصوت الخافت أو المهتز، هذا -أيتها الفاضلة الكريمة– مجرد تصور ذهني وليس حقيقةً كاملة، ربما يكون هنالك شيء من التلعثم البسيط جدًّا، أو الخفض في الصوت، لكن ليس بالحجم أو الدرجة التي تتصورينها، قطعًا هو أقل وأقل بكثير، لكن دائمًا صاحب الرهاب أيًّا كان نوعه يراقب نفسه بشدة وبدقة، والمراقبة تكون لكل أداء (طريقة الكلام– طريقة التنفس– هل هنالك احمرارًا في الوجه؟ هل هنالك رعشة؟) هذا الاهتمام الشديد بهذه الأعراض، هو الذي يعطي الانطباع للإنسان أنه بالفعل يعاني منها، وهذا نسميه بالتأثير الإيحائي، فالذي أود أن أصل إليه، أن أدائك أفضل مما تتصورين، وعليك أيضًا بنوع من التواصل الاجتماعي الجمعي أو الجماعي، يعني الانخراط في أي نشاط ثقافي أو اجتماعي، الانضمام لأنشطة أخرى مثل: حلق القرآن، الاجتماعات النسوية المفيدة، هذا كله يجعلك تتطبعين تطبعًا تلقائيًا متدرجًا للتخلص من الخوف الاجتماعي.

من البرامج السلوكية الرئيسية، هي أن تحتمي على نفسك القيام بأنشطة اجتماعية، يجب ألا تقل عن نشاطين، مثلاً زيارة أحد الأرحام مع الأسرة، زيارة مريض في المستشفى، قراءة موضوع معين بصوت عال أمام أسرتك –مثلاً-، أو الدخول في حوار معهم، بمعنى أن تحددي أنشطة واضحة بسيطة، لكن يكون فيها جانب المواجهة والتعرض الاجتماعي الإيجابي.

الأدوية قطعًا مفيدة، قطعًا ضرورية، وأعتقد أن عقار (زيروكسات) ويعرف علميًا باسم (باروكستين)، هو دواء ممتاز جدًّا، ومرحلتك العمرية تسمح بتناول هذا الدواء دون أي مشاكل، والجرعة المطلوبة هي جرعة صغيرة، تبدئين بنصف حبة –أي عشرة مليجرام– يتم تناولها ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة –أي عشرين مليجرامًا– استمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على ثقتك في هذا الموقع.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً