الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعيش في وحدة مع أطفالي وعلاقتي بزوجي تخلو من المشاعر!

السؤال

السلام عليكم.

أنا سيدة متزوجة، عمري 30 سنةً، وأم لثلاثة أطفال، أعاني من ضعف الشخصية، ونظرتي السلبية للحياة، وقلة علاقاتي بالناس، لدرجة أن هاتفي ليس فيه سوى رقم زوجي وأمي فقط، وأشعر بالذنب تجاه أطفالي، مع أنني أحاول تلبية جميع متطلباتهم، إلا أنني دائمة الشعور بأنهم محرومون من حقوقهم، وبدٲت ألاحظ على ابني البكر البالغ من العمر سبع سنوات بوادر الشخصية المهزوزة، وعدم الثقة بالنفس، وهو ما لا أريده لأطفالي أبدًا.

علاقة أطفالي جيدة بأجدادهم؛ لأنني أعتقد بضرورة دورهم في تكوين الشخصية السليمة للطفل.

عائلة زوجي عبارة عن أيتام، وأرامل، وأخ فاشل، وجميعهم بحاجة إلى زوجي، الأمر الذي جعلني أشعر وكأنني دخيلة عليهم، وهو ما جعل علاقتي بزوجي خالية من المشاعر، ولا أرى اعتراضًا من جهته، وهذا الذي جعلني لا أكترث حقًا، لدرجة أن الأعياد، والإجازات، والمناسبات أقضيها مع أطفالي عند أهلي.

دور زوجي كأب شبه معدوم؛ حيث إنه عصبي جدًا، ولا يستمع لأبنائه، ولا يلعب معهم، ولا يستطيع تحمل مرض أحدهم، أو متابعة دروسهم، أو إطعامهم.

شبابي يزول وأنا في روتين قاتل وغير فعال مع أطفالي، وفي شقة خانقة يقتلني النظر لأثاثها، وفي علاقة تخلو من المشاعر مع زوجي، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ bent aboha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا لك على تواصلك معنا، وعلى جهدك وجهادك مع أطفالك وأسرتك، وأدعوه تعالى أن ييسّر أموركم، ويحفظكم جميعًا.

واضح من سؤالك أنك تشعرين بالوحدة الشديدة، بالرغم من أنك وسط جمع من الناس، وهذا يحصل في حياتنا، ومن الواضح أيضًا عزمك على تقديم أفضل ما يمكن لأطفالك الصغار، وأنت لن تستطيعي تقديم الأفضل لهم ما لم تعتني بنفسك أولاً، والرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- يقول لنا: "إن لنفسك عليك حقًا"، فالسؤال هو: كيف يمكنك العناية بنفسك لتكوني أكثر راحة واطمئنانًا وحماسًا؟ فأطفالك يحتاجون إليك بنفسية عالية من الأمل والتفاؤل، وهذه الأمور تعدي الآخرين من حولك؛ فتجعل منهم أطفالاً متفائلين، وعندهم الكثير من الحماس للعمل والتعلم.

طبعًا كل هذا يمكن أن يكون أسهل عليك وعلى أطفالك؛ إذا كان زوجك متعاونًا ومتفهمًا لك، ولدوره في الأسرة، فأرجو أن لا تقطعي الأمل من إمكانية التغيير المطلوب، ليكون عونًا لك، وتكونين عونًا له.

حاولي أن تجدي من الهوايات التي تسعدك وتريحك كدورات تدريبية، أو أنشطة اجتماعية خارج البيت، مما يجعلك أكثر إيجابية، وأقدر على تحمل مشاق رعاية الأطفال.

ومن ثم حاولي التفاهم مع زوجك، وليكن لك دور الناصح، ولكن دون أن تظهري بدور الناصح؛ فالكثير من الرجال لا يحبون هذا، وإنما حاولي بأسلوب خفيّ وغير مباشر بأن تذكري له بعض إيجابيات أطفاله، وبعض إنجازاتهم، وألا يقتصر كلامك معه عنهم بالسلبيات والمشكلات؛ فالحديث الإيجابي سيجعله يفكر في دوره الإيجابي في هذا الجوّ الحسن.

صحيح قد تكون الشقة ضيّقة، مما يجعلك تشعرين بالاختناق، إلا أن رحابة الصدر، والصحة النفسية تجعل أضيق الشقق أوسع وأرحب، فحاولي أن تعتادي حياةً صحيةً من ناحية العبادة -من صلاة، وتلاوة للقرآن-، ومن ناحية نظام تغذية متوازنة، ومن ناحية النشاط الرياضي -كالمشي، وغيره-، وساعات مناسبة من النوم، فكل هذا وغيره من الهوايات والاهتمامات تجعل من حياتك أكثر بهجةً وأقل للروتين القاتل، فإن كان هناك دورة في مهارة معينة تفكرين في حضورها، أو تعلمها، فعليك بها.

وفقك الله، ويسّر لك الخير، وأسعدك مع أسرتك في الدارين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً