الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقلب المزاج سبب لي احباطا ويأسا.. فهل من علاج؟

السؤال

عمري 40 عاما, متزوج ولدي أولاد, أعاني منذ فترة طويلة من تقلب شديد في المزاج, وهو قديم, أصبح لدي إحباط ويأس, أفقد طعم الحياة بعد مشاكل عاطفية صعبة جدا.

كذلك أعاني من رهاب اجتماعي قوي وقديم, ومن عدم القدرة على مواجهة مشاكل الحياة والناس, أتهرب من الاجتماع والمناسبات والأصدقاء والزيارات, كسل, خمول.

أحتاج لنصيحتكم, فقد تنقلت وجربت الكثير من الأدوية, وأغلبها يعالج مشكلة ما, مثل أدوية الرهاب الاجتماعي التي تسبب الكسل والخمول الزائد, أو غيرها.

فهل يناسب أن أستخدم السبرالكس مع البروزاك, والاميكتال وافالدكسان؟ لا أريد علاجا يسبب الكسل والخمول.

آمل أن ترشدوني، ولكم وافر الشكر والتقدير والدعاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الفاضل: أنت تحتاج لتقييم نفسك تقييما جديدا، والماضي لا تشغل نفسك به كثيرا، والمهم أن تعيش حياتك الآن بقوة، المستقبل بأمل ورجاء، بشرط أن تكون لديك أهدافا واضحة جدا.

من المهم أن تبني قناعات جديدة عن نفسك وهي أنك بخير، وفشل العلاج فيما مضى لا يعني أنك ستفشل في الوقت الحاضر، إذن أنت محتاج أن تقدم على الحياة بآمال وخطط جديدة وطريقة جديدة، وأهم شيء أن تكون إيجابيا, وتحقر الفكر السلبي, والمشاعر السلبية, وتستبدلها بالمشاعر الإيجابية.

الرياضة ستكون أحد المتطلبات الرئيسية في علاجك، فهي تزيل الهم والكسل والتوتر، وهي ذات فائدة في الارتقاء بالصحة الجسدية والنفسية، فلا بد من تخصيص وقت للرياضة.

التفاعلات الإيجابية مع الزوجة والأولاد ستخرجك إن شاء الله مما أنت فيه، ووجود الزوجة والأولاد نعمة من الله تعالى، فكن متفاعلا معهم إيجابيا، فاخرج معهم وواجهم وتدارس معهم.

العلاج الدوائي: أرى أن البروزاك والذي يعرف باسم فولكستين سيكون الدواء المفضل لحالتك، وأثبت أيضا يعالج الرهاب الاجتماعي، وهو من الأدوية التي تبعث طاقات قوية في الإنسان، فهو يطرد الخمول والكسل.

جرعة البروزاك تبدأ بكبسولة واحدة يوميا بعد الأكل لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها كبسولتين في اليوم، وأعتقد أنه من الأفضل أن تستمر عليها لمدة سنة، وهي ليست مدة طويلة، بعد ذلك خففها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم يمكن أن توضع خطة للتوقف عن الدواء.

لا أرى أن هناك داعيا لاستعمال بقية الأدوية، فالدواء الواحد بجرعة صحيحة مع الاستمرار عليه قطعا سوف يجني الثمار الطيبة -إن شاء الله تعالى-.

سيكون من الجميل جدا أن تقوم ببعض الفحوصات للتأكد من مستوى فيتامين (د)، والغدة الدرقية ومستوى الدم؛ لأن الخمول والكسل أحيانا يكون سببه نقص بعض المكونات الجسدية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً