الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي يمارس العادة السرية ولا أعلم ماذا أفعل معه!

السؤال

السلام عليكم.

لي أخ يبلغ من العمر 12 سنة، يعرف الانترنت قليلا، واكتشفت أنه يبحث عن مشاهد الإثارة والجنس، فلم أخبره، وحاولت أن أحكي له قصصا عن أن الله يراقبنا، ولا يجب أن نعصيه، وكنت أحفظه القرآن، وبالفعل ابتعد عن البحث عن هذه المواد.

وبعد فترة وجدته بحث عنها من جديد، ففاض الكيل وواجهته بالأمر، وسألته عن سبب فتحه لهذه المواد؛ فأجاب: بأنه لا يعرف السبب، وبعدها بكي، وقال: إن الله غاضب منه، فهدأته وأخبرته أن الله سيسامحه إذا لم يعد لهذا الفعل مجددا؛ لأنه يحبه.

وأثناء حديثه معي أخبرني أنه يقوم بمداعبة عضوه فيخرج منه بول ويرتاح، ووعدني أنه لن يقوم بفعل هذه الأفعال مرة أخرى، بعدها منعته من الجلوس أمام الإنترنت مجددا.

ومنذ يومين أخبرني أنه قام بمداعبة عضوه مرتين مجددا، والآن أنا مصدوم أن طفلا في هذا السن يقوم بمثل هذه الأفعال، ولا أعلم ماذا أفعل؟ أرجو مساعدتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى لك دوام الصحة والعافية.

أولاً: نقول لك: الحمد لله على حرصك على تربية النشء التربية القويمة السليمة، والحمد لله أنك تعاملت مع الحدث بحكمة.

وأهم ثمار هذه المعاملة هي: أن الأخ الصغير صار يصارحك ويكشف عما يفعله، وهذا يعتبر العمود الفقري لعملية تعديل السلوك، فحاول الحفاظ على هذه العلاقة بعدم العقاب، أو التعنيف الزائد، بل بتوضيح الأخطاء والمضار، والمساعدة في كيفية تجنبها.

وكما تعلم أن مصادر المعرفة والتربية في هذا الزمان أصبحت عديدة، وفيها الطيب والخبيث، فإذا لعبت الأسرة دور المصفى الذي يصفي الشوائب، ويحتفظ بما هو نقي؛ ضمنت سلامة أطفالها من تلك المؤثرات؛ ولأن الممنوع مرغوب فلا يكفي مجرد النهي عن كذا وكذا، بل العيش مع الطفل في عالمه، ومحاولة اكتشاف نقاط الضعف والقوة فيه، ومحاولة تعديل أخطائه بعلمه وقناعته ربما يكون أجدى وأنفع من التعامل معه بفوقية.

وكما هو معلوم أن لاستخدام الإنترنت فوائد ومضار، وهذا يختلف باختلاف الأشخاص والأعمار والقصد؛ فمن الناس من يجني الثمار، ومن الناس من يتأذى بالأشواك.

والحمد لله أنت الآن شعرت بأن هناك مشكلة، وهذا الشعور يعتبر الخطوة الأولى في حل المشكلة، وإليك بعض الإرشادات نتمنى أن تساعدك في حل المشكلة:
1- تعرف على الوقت أو عدد الساعات التي يقضيها الطفل في الإنترنت خلال اليوم.
2- ألزمه بتقليل هذا الوقت يومياً نصف ساعة، أو ساعة مثلاً، وكافئه إذا التزم بعدم مشاهدة المواقع الممنوعة.
3- نبهه قبل الدخول إلى أي موقع أن يسأل نفسه هذا السؤال: ماذا أريد من هذا الموقع؟ معلومة معينة، معرفة خبر معين مثلاً، وبعد الانتهاء من المهمة دعه يخرج من الموقع، وليحدد زمناً أقصى لذلك.
4- استخدم معه طرق بديلة للترفيه، تقوم على نشاط رياضي، أو اجتماعي، أو ممارسة هواية يحبها.
5- ذكِّره دائماً أن أي نشاط يقوم به في الإنترنت ينبغي أن لا يتعارض مع واجباته الدينية: كالصلاة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، وكذلك واجباته المدرسية، وأهدافه المستقبلية.
6- ذكِّره أن استخدام الإنترنت لأوقات طويلة يؤدي إلى الإدمان؛ وبالتالي إلى الحرمان من أشياء كثيرة في الحياة.

أما بالنسبة للعادة السرية فحاول مناقشته بهدوء في النقاط التالية:
1- التفكير دوما في أضرارها، ويا حبذا إذا دونت ذلك في مذكرة وأطلعته عليها كل يوم.
2- لا يجلس لوحده كثيراً، ويحاول ملء الفراغ بما هو مثمر ومفيد.
3- ألزمه ببرنامج رياضي يومي إذا أمكن ولو لفترة قصيرة.
4- إذا أتته الرغبة لممارسة ذلك يحاول تجاهل الأمر، ويفكر في ممارسة نشاط آخر، ويتذكر أن الله تعالي يراقبه ومطلع على ما يفعل.
5- الابتعاد عن كل ما يهيج الرغبة الجنسية (صور، أفلام، مناظر، قصص .. الخ).
6- يضع هدفه الأول النجاح والتفوق، وإكمال دراسته في المرحلة الحالية.
7- الالتزام بتأدية واجباته الدينية، خاصة الصلاة في جماعة؛ فإنها تنهاه عن كل فحشاء ومنكر -إن شاء الله-.
8- مصاحبة الأخيار من الناس؛ فإنهم يدلونه على الخير، والابتعاد عن مصاحبة الأشرار فإنهم يزينون له الشر.

وفقك الله وحفظ أخاك من كل شر.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً