الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرتبك أمام الناس وأحس بعدم الثقة بنفسي!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بداية: أشكر القائمين على الموقع.

عمري 24 عاما، مشكلتي أني أعاني من الرهاب الاجتماعي، والارتباك أمام اجتماعات الناس، مثل الأفراح والمناسبات، ولا أقدر أن أذهب إلا مع أحد أصدقائي، أو إخواني، وأحس بعدم الثقة بنفسي، وأن الذين من حولي أحسن مني، مع أني ناجح دراسيا، وأرتبك إذا ما تكلمت مع أحد لا أعرفه، ولا أقدر أن أنظر بعينيه وأنا أتكلم، وإذا كنت جالسا أحس أن الناس تراقب تصرفاتي، وأتلخبط بالكلام قدامهم، وأحس أني شخص ممل، مع أن لي أصدقاء يحبونني.

وإذا كان عندنا ضيف، أو أحد؛ أحاول أن أتهرب، فأرتاح إذا جلست وحدي، وإذا كنت وحدي لا أقدر أن أدخل مكانا فيه أناس، حتى الأسواق؛ لأني أحس مشيتي تتغير قدامهم، ودائما أحتقر نفسي بأفعالي، وأن الناس على صواب وأنا على خطأ، وأفكر كثيرا إذا كان لي موعد مع أحد لماذا سأقول؟

كما أني أعاني من القولون العصبي، وإذا جلست مع مجموعة من الشباب بالاستراحة أو العمل يأتيني قلق وتوتر، وغازات في البطن، وإذا جلست وحدي تخف بشكل كبير، ويأتيني قلق وتوتر قبل السفر، وأخاف من القيادة في الزحمة.

قرأت عن دواء (زوالفت) أنه جيد، فبماذا تنصحني؟ أريد علاجا ليس له أعراض جانبية؛ لأني موظف، وصعب أن أتحمل أعراضه الجانبية، كالنوم مثلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لديك أعراض قلق عامة هي التي سببت لك أعراض القولون العصبي، والشعور بالضجر، والتململ، وافتقادك الثقة في نفسك، وبالنسبة لعلة المخاوف التي تعاني منها: مخاوفك ليست رهابا اجتماعيا بمعناه المعروف، إنما شيء من المخاوف الاجتماعية البسيطة، يُضاف إليه ما يمكن أن نسميه برهاب الساحة، حيث إنك لا تحس بالاطمئنان إلا في وجود الآخرين خاصة أصدقاءك، وهذه ظاهرة معروفة.

إذًا –أيها الفاضل الكريم– أنت تعاني من أعراض بسيطة لقلق المخاوف، يُضاف إليه شعورك بالضجر، وأفكارك السلبية حول ذاتك وحول المستقبل.

فيا أيها الفاضل الكريم: يجب أن تُعالج هذه المفاهيم، يجب أن تُصحح هذه المفاهيم، أنت لست أقل من أحد، أنت إن شاء الله تعالى بخير، واسع دائمًا لأن تكون نافعًا لنفسك ولأهلك ولغيرك، لأن ذلك يعطيك الشعور بنفسك.

حرصك على تنظيم الوقت، وعلى تطوير المهارات الاجتماعية، وعلى مشاركة الناس في مناسباتهم، وكذلك الحرص على الصلاة مع الجماعة في المسجد؛ هذا نوع من السبل والآليات الواقعية جدًّا، والتي هي موجودة في حياتنا، ونفعها عظيم عليك فيما يخص تطوير صحتك النفسية، والتخلص من هذه المشاعر السلبية.

بالنسبة للعلاج الدوائي: الـ (زولفت Zoloft) أو الذي يعرف (لسترال Lustral) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) فعلاً هو دواء جيد جدًّا، وأنت تحتاج له بجرعة صغيرة، وهي أن تبدأ بنصف حبة (خمسة وعشرون مليجرامًا) يتم تناولها ليلاً لمدة أسبوعين، ثم تجعلها حبة كاملة لمدة ستة أشهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

ويمكن أيضًا أن تُدعمه بعقار باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويعرف علميًا باسم (سلبرايد Sulipride) والجرعة هي كبسولة واحدة في الصباح لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله.

هذه الأدوية سليمة نسبيًا، ولن تعوقك أبدًا عن العمل، الزولفت ربما يؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن في بعض الأحيان لبعض الناس، كما أنه قد يؤخر القذف المنوي قليلاً عند الجماع بالنسبة للمتزوجين.

أخي الكريم: لا بد أن تكون الرياضة جزءً من حياتك، الرياضة مهمة جدًّا، تقوي النفوس كما تقوي الأجسام، وانظر كذلك العلاج السلوكي للرهاب: (269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً