الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حالة الارتجاع المريئي ولدت عندي حالة من الوسواس والخوف!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 23 سنة، وأُصبت منذ أقل من سنة بمرض الارتجاع المريئي، وعندما علمت بالأمر أتاني الشعور بالندم، وما زال إلى الآن يأتيني -أستغفر الله-، وأحاول أن أتجاهل الموضوع، ولكني لا أستطيع.

قبل أن يصيبني هذا المرض كنت أعاني من وسوسة وقلق داخلي، وكنت أبكي في أيام كثيرة، وكان ذلك في وقت اختباراتي النهائية، وأنا حريصة جدًا على التفوق، فأصبحت أخاف وأقلق من اختباراتي، وبنفس الوقت من الوسوسة والخوف من المرض أو الموت، ولم أكن أخبر أحدًا بهذه الوسوسة؛ خوفًا من ضحكهم أو استهزائهم بي.

بعد اختباراتي أصبحتْ تأتيني أعراض الارتجاع، وذهبت لدكتور متخصص بأمراض الجهاز الهضمي، وأخبرني بأن ما أعاني منه هو الارتجاع المريئي، وقد ابتعدت عن الطعام الذي يضرني، وأخذت (نيكسيوم)، لمدة 4 أشهر تقريبًا، وتحسنت حالتي كثيراً -والحمد لله-.

اكتشفت أني إذا أكلت الطعام الذي به فلفل أو عندما آكل إلى حد الامتلاء، يأتيني حرقان، لكن ليس بالحرقان المؤلم، والآن فترة اختبارات نهائية، وأشعر بشيء عالق في بلعومي! أستطيع البلع وشرب الماء، لكني أشعر بوجود شيء، ولا أعلم هل هذا من الوسوسة وكثرة التفكير في معدتي أم فعلًا يوجد شيء؟! أنا أخاف وأقلق كثيراً، ولا أستطيع التركيز في دراستي، وأشعر بالندم؛ لأني استرسلت مع أفكاري، وأصبح لديّ هذا المرض.

أريد ان أتخلص من هذه الأفكار، وأريد أن أطمئن على حالة مريئي، وهل زاد وضعي سوءًا أم هو شيء طبيعي أم هو من كثرة التفكير بالأمر؟ لا أستطيع التوقف عن البكاء، هل الارتجاع وكثرة التفكير لها علاقة؟ وهل إن فكرت وركزت كثيرًا يأتيني؟!!

مع العلم أني أشرب القهوة بالحليب مرة باليوم، ولا يأتيني حرقان، هل سوف يؤثر عليّ مستقبلاً؟

ساعدوني، فقد تعبت من كل هذه الأفكار!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات إسلام ويب.

من المؤكد ومن المعروف أن القلق النفسي يؤثِّرُ كثيرًا على الجهاز الهضمي، وهنالك حالات تُعرف بالحالات (السيكوسوماتية Psychosomatic)، أي: (نفسي جسدي)، ومن أهمها اضطرابات الجهاز الهضمي، وحتى ارتجاع المريء بالرغم من أنه حالة عُضوية -وهي بسيطة وليست خطيرة- فإن القلق النفسي يؤدِّي إلى تقلصات في المعدة والمريء، وإلى زيادة في الأعراض.

أيتها الفاضلة الكريمة، يجب أن تطمئني تمامًا، فأنت قمت بكل ما هو مطلوب، قام طبيب الجهاز الهضمي بفحصك، ونصحك باستخدام (نيكسيوم Nexium)، وتحسَّنت حالتك، وقطعًا (النيكسيوم) أدَّى إلى إزالة الأحماض وتحييدها، وبقي لديك القلق، ولذا مرَّة أخرى أتاك استشعار الألم وعدم الارتياح.

أنت -كما تفضلتِ- لديك شيء من الاستعداد والقابلية للقلق والوسوسة والخوف من الأمراض، وهذا جعلك تنزعجين لهذه الدرجة، فأرجو أن تتجاهلي هذه الأعراض، لا تعيريها اهتمامًا، وراجعي طبيبك مرة واحدة كل أربعة أشهر؛ فقط من أجل الاطمئنان، وطبيب الأسرة هو أفضل طبيب للقيام بمراجعته -الطبيب الذي يوجد في المركز الصحي-، ومعظم هؤلاء الأطباء الآن مدرَّبون، يحملون الخبرة والتأهيل اللازم لعلاج مثل هذه الحالات وإجراء الفحوصات الروتينية التي تُطمئن الإنسان كثيرًا.

عليك بالتمارين الرياضية والتمارين الاسترخائية، وأن توجِّهي كل طاقاتك نحو ما يفيدك من حيث اطلاعاتك واكتساب المعرفة والمشاركات الأسرية الإيجابية، وعليك بالدعاء، فالدعاء سلاح المؤمن -لا شك في ذلك-، وعبّري عن نفسك؛ لأن الحساسية النفسية والسكوت عمَّا لا يُرضي، وعدم التفريغ النفسي؛ يؤدِّي إلى تقلُّصات عضلية كثيرة، خاصة في الجهاز الهضمي، ممَّا يجعل البعض يحس بشيء من الغُصَّة أو عدم القدرة على بلع الطعام أو حتى شرب الماء. هذه حالة قلقية، والاسترخاء مهم جدًّا لك.

أريدك أيضًا أن تتناولي أحد مضادات القلق، وأنا متأكد أن ذهابك إلى الطبيبة -كما ذكرتُ لك- في المركز الصحي سوف يُسهل لك عملية الحصول على أحد هذه الأدوية، وتوجد أدوية كثيرة جدًّا مضادة للقلق، وكلها سوف تفيدك -إن شاء الله تعالى-.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً