الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من قلق ومخاوف ووسواس بعد إصابتي بمرض.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا سيدة متزوجة عمري 25 سنة، مشكلتي بدأت قبل 4 أشهر، حيث إني أكلت خارج البيت وفي الصباح أصبت بإسهال وألم شديد استمر حوالي 3 أيام، بعدها أخذت دواء لإيقاف الإسهال مدة أسبوع، فاختفى الإسهال أسبوعاً، ثم عاد من جديد وأصبح هناك تناوب بين الإسهال المرافق للألم والإمساك.

بعدها ذهبت عند طبيب وشرحت له حالتي وصف لي دواء للغازات والانتفاخ وآخر للمعدة، وما إن شربت دواء المعدة حتى أصبت بآلام قوية وقيء وإسهال شديدين، وتعرق استمر 4 ساعات، فذهبت للطوارئ فأعطوني إبرة فزال الألم، بعدها بيومين استيقظت في الصباح فشعرت بشيء غريب: ارتباك شديد وفجأة أحسست أني أموت، وانقطع نفسي، وشعرت برودة في الأطراف، ورعشة شديدة، ونفخ في أذني، ودوخة استمرت حوالي 15 دقيقة، ثم بدأت تنقص ولكن أصابني بعدها حالة من الفزع وخوف من الموت ووسواس قهري، لدرجة أني لا آكل ولا أنام إلا بعد تعب شديد، ولا أستطيع النوم في العتمة، ولا الجلوس وحدي في البيت، ولا الضحك ولا التكلم مع أحد.

استمرت الحالة شهراً من الوسواس والخوف من الموت، كنت أجلس انتظر ان أموت في أي لحظة، بعدها استمر مشكل الإسهال، فذهبت عند طبيبة فوصفت لي مضاداً حيوياً وعلاجاً للإسهال، وما إن أخذت أول حبة حتى ارتفعت حرارتي جدا، وأصبحت أرتعش، واستمررت عليه واختفى الإسهال والألم، ولكن أصبحت أعاني من وسواس المرض، أي أعراض ولو بسيطة أتخيل وجود مرض خطير، وخصوصاً مرض السرطان.

ذهبت عند طبيبة وشرحت لها حالتي، فأعطتني فحوصات دم وتحليل براز، وكانت نتيجة تحاليل الدم سليمة، ولكن هناك ارتفاع بسيط في أنزيمات الكبد، وبالنسبة لتحاليل البراز الأولى فهي سليمة، والثانية وجود كيسات الأميبا، والثالثة سليمة.

الآن أنا أعاني من ألم في الرقبة، وأحيانا صداع يظهر ويختفي، وألم في الأضلع، وتعب والتهاب في اللسان، وظهور حبتين تحت الإبط كانت مؤلمة جدا في الأول، ولكن الآن أختفى الألم ولا زالت موجودة، لا أعرف ماذا أفعل! تعبت نفسيا وأتعبني الوسواس، أشعر أني مصابة بمرض خطير سرطان الثدي أو سرطان الأمعاء.

أرجو المساعدة، وآسفة على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة الزهراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

حالة الإسهال التي أصابتك بعد تناول الطعام خارج المنزل، ثم بعد ذلك أعقبها من الإسهال والإمساك وآلامٍ في البطن، أعتقد أنها مرتبطة بوجود كيسات الأميبا، حتى وإن كانت العينة الأولى سليمة والثانية سليمة والثالثة سليمة، ما دام هناك عينة أوضحت وجود كيسات الأميبا فمن المفترض أن تأخذي علاج الأميبا، وهو علاج سهل وبسيط جدًّا.

وكيسات الأميبا كثيرًا لا تظهر في شكل مرض، تكونُ حالة خاملة، لكن بعد تناولك للطعام خارج المنزل ربما يكون هذا الطعام لا أقول ملوَّثًا لكن ربما يكون فيه بعض الباكتيريا وأدى إلى شيء من هذا القبيل، وأدى إلى درجة بسيطة من التسمم الطعامي، ونسبةً لوجود الأميبا تضاعفتْ عندك الأعراض وظهرت على ما هي عليه.

فالأمر في غاية البساطة، عليك بالعلاج للأميبا، هذا مهم جدًّا، وهو سهل جدًّا، اذهبي إلى الطبيب.

أما بالنسبة لحالة قلق المخاوف الوسواسي التي أتتك فهي إن شاء الله تعالى سوف تنتهي أيضًا، وأنا أراها حالة ظرفية، وتناول أحد مضادات قلق المخاوف سوف يقضي على هذه الأعراض تمامًا.

من وجهة نظري هي أعراض وقتية، لأنه في الأصل لديك الاستعداد للقلق والوسواس والخوف، وحين أتتك هذه العلة الجسدية الوقتية أيضًا – إن شاء الله – ظهرت لديك أعراض الخوف والتأويلات الوسواسية الخاطئة، خاصة فيما يتعلق بالموت ومرض السرطان.

توكلي على الله، حقّري هذا الفكر، عيشي حياتك بقوة، وأنصحك بتناول أحد مضادات قلق المخاوف، لا تحتاجين للدواء لفترة طويلة، عقار (زيروكسات CR) سيكون هو الأنسب، تناوليه بجرعة 12.5 مليجراماً يوميًا لمدة شهرين، ثم اجعلي الجرعة 12.5 مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم توقفي عن الدواء.

هو دواء رائع ممتاز لقلق المخاوف الوسواسي، وحين تُدعمين الدواء بجهدك السلوكي المتعلق بتحقير فكرة الخوف، وتجعلين حياتك حياة مفعمة بالرجاء وبالأمل وبالأنشطة؛ سوف يتم الشفاء تمامًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً