الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فتاة أحبت مسؤولها في العمل

السؤال

السلام عليكم روحمة الله وبركاته!

أريد أن أسأل عن أعراض مشكلتي! أنا عمري (27) سنة، وأعمل في مكان محترم في البحرين، أنا أعاني من فقدان حنان الأب، ودائماً أنا وأخواتي المسئولية تقع على عاتقنا، وكثير من المشاكل لا نخبر والدي عنها بسبب عصبيته، وعدم رغبته في حل المشاكل!

المشكلة أنني بدأت أتعلق بمسؤولي في العمل، هو رجل كبير وعاقل، وأحياناً تواجهني مشاكل في العمل، لا أستطيع التركيز، هو يتكلم عن العمل وأنا عندما أراه أتذكر مشكلتي، ولا أستطيع التركيز! فكرت في مصارحته بما أحس، الموضوع كان في البداية ارتياحا وإعجابا، ولكنه تحول إلى حب كبير سيطر على حياتي! ولا أفكر في أي شيء آخر سوى كيفية أن أنسى! فماذا تعتقدون الحل؟ هل أخبره، فربما يقنعني بشيء يجعلني أنسى؟ وبالمناسبة هو يقدرني كثيراً، ولا أجد حرجا، أو مشكلة في مصارحته! يرجى إفادتي سريعا! ولكم مني كل حب وتقدير!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ SOMAIA حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

نسأل الله العظيم أن يرزقنا الهدى والرشاد، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته!

فإن العطف والحنان بالنسبة للأبناء من الأمور الإسلامية، وخاصة بالنسبة للإناث، فالمرأة هي مصدر العطف والحنان، ولن تكون كذلك إلا إذا نالت حظها من الإشباع العاطفي والاهتمام، والأخطر من ذلك أن الأبناء يبحثون عن روافد أخرى لإشباع هذا الجانب، وكثيراً ما يحدث الشر، والعياذ بالله!

ولا أظن أن الأب ليس عنده حنان، ولكن كثير من الآباء لا يحسن التعبير عن مشاعره وعواطفه، وربما كان لتلك العصبية أسبابها، فأرجو أن تلتمسوا له العذر، وتحاولوا تغيير طريقة التعامل معه! فهو أب في كل الأحوال، وحق الآباء أن يحترموا ويقدروا ويستشاروا، ونحن نؤجر حين نتحمل عصبيتهم وشدتهم علينا.

وعليك قبل مصارحته دراسة الموضوع من كافة الجوانب، وإبعاد الجانب العاطفي، والتركيز على جرعة العقل التي تجعل الإنسان يفكر في النتائج والعواقب، واسألي نفسك هذه الأسئلة:

1- ما هو رد الفعل المتوقع من الوالد والأسرة في حالة الارتباط بهذا الرجل؟

2- هل هذا الرجل متزوج؟ وكيف معاملته لأهله، فهناك فرق بين أخلاق العمل وأخلاق المنزل عند كثير من الرجال بكل أسف!

3- أيبادلك هذا المدير المشاعر أم هي مشاعر من جهتك فقط؟

4- كم هو الفارق العمري بينكما؟

ولعل الإجابة على هذه الأسئلة تعينك بعد توفيق الله على اتخاذ القرار الصائب!

وفي كل الأحوال فالأفضل أن يخبره بتلك المشاعر طرف ثالث، وإذا كان إيجابياً فعليه أن يأتي البيوت من أبوابها، ويتقدم لأهلك بصورة رسمية، وإذا كان الرد سلبيا، فقد أخرجت نفسك من موقف قد يكون محرجاً، وربما تتغير نظرته لك واحترامه السابق.

واشغلي نفسك بذكر الله وطاعته! فإن الإنسان إذا لم يشغل نفسه بالحق والخير شغلته نفسه بالباطل والشر، وحاولي النسيان وتجنبي الوحدة! واجتهدي في التركيز على عملك ووظيفتك! مع الحرص على البحث عن وظيفة بعيدة عن الاختلاط بالرجال، فإن الشريعة حرصت على أن تباعد بين أنفاس الرجال والنساء؛ لأن الإنسان إذا أطلق لبصره العنان، شاهد أشياء ربما لا يستطيع تركها، ولا الحصول عليها، وهنا يحصل الضرر، وتكون الندامة والهموم.

والله ولي التوفيق!

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً