الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ألتقي زوجي سرا لعدم رغبة أهله في إرجاعي، فما توجيهكم؟

السؤال

ألتقي زوجي سرا، فهل أنا آثمة بمقابلته سرا أم علي طلب الطلاق؟ لأنه لا يستطيع إرجاعي بسبب خوفه من أهله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ماريا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أختنا الكريمة-، وردا على استشارتك أقول:

استشارتك فيها غموض فهي غير واضحة، ومع هذا فإني سأجيبك بما تحتوي عليه من احتمالات:

الحالة الأولى: إما أن تكوني قد ذهبت إلى بيت أهلك بسبب مشاكل حصلت ولم يستطع زوجك إرجاعك بسبب خوفه من أهله كما ذكرت في استشارتك، وفي هذه الحال أنت لا زلت زوجة له، فيجوز لك أن تقابليه وتختلي به وتمارسي معه ما تمارس المرأة مع زوجها.

الحالة الثانية: أن يكون قد طلقك وتكون الطلقة هي الأولى أو الثانية، وفي هذه الحال إما أن تكون العدة قد انتهت وهي حصول ثلاث حيض بعد الطلاق، أو تكون لم تنته بعد، فإن كانت العدة قد انتهت فيحرم عليك مقابلته كونه صار رجلا أجنبيا عنك مثله مثل أي رجل آخر، وإن أراد أن يرجعك فلا بد من عقد جديد ومهر جديد، وأما إن كانت لم تنته العدة بعد، ففي هذه الحالة يجوز لك أن تلتقي به وتمارسي معه ما تمارس المرأة مع زوجها، فإن حصل جماع بينكما فيعد ذلك إرجاعا لك إلى عصمته مرة أخرى، وفي الضم والتقبيل خلاف بين أهل العلم هل يعد إرجاعا أم لا يعد، أما إذا لم يحصل جماع في اللقاء أو تقبيل وضم، فاللقاء جائز، فإذا انتهت العدة حرم عليك اللقاء به.

ما ذكرته سابقا بينت فيه مشروعية اللقاء من عدمه، لكن ينبغي أن يكون اللقاء له أهداف، وأن تتيقني من أن ثماره إيجابية، كأن يكون المقصود منه تقوية عزمه على ترك الخوف من أسرته، وأن يكون عادلا منصفا معك، وأن يستقل بأسرته بعيدا عن أهله ويبني أسرة مستقرة، أما إذا لم يكن له ثمرة فلا أنصح به.

خوف زوجك من أهله، وعدم قدرته على إرجاعك خوفا منهم يعد ضعفا منه، وعليك أن تبيني له أنك صرت الضحية بينه وبين أسرته، وعليه أن يكون عادلا منصفا، فالظلم ظلمات يوم القيامة.

عليك أن تطالبيه بحقوقك الشرعية، من بيت مستقل، ونفقة، وأن تمهليه مدة كافية إن كنت ترين أن حاله سيتغير، فإن رأيت أنه لن يتغير ففي هذه الحال لا بد أن تستشيري أهلك في أمر الطلاق خاصة إن لم يكن لديك أبناء منه، وأن تصلي صلاة الاستخارة، وتدعي بالدعاء المأثور، فإن وكلت أمرك لله فلن يختار لك إلا ما فيه الخير، فإن اختيار الله للعبد خير من اختيار العبد لنفسه.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً