الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد موت زوجي تزوجت بأخيه ولكني أشعر بالندم وتأنيب الضمير، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

أريد حلاً لمشكلتي النفسية، زوجي توفي قبل 6 سنوات، وتزوجت بأخيه قبل 8 أشهر، وانتقلت لدولة غير دولتي، وسبب زواجي لكي أحمي عيالي وأعوضهم من فقدان الأب، والشهادة لله زوجي الحالي طيب جداً، ولكن دائماً أفكر بالندم من الزواج، وأحن لأمي وأبي، أحس بتأنيب الضمير؛ لأني تركتهم في عمر هم بحاجة لي، لم أحس بالسعادة أبداً، والسبب كله تفكيري بأهلي.

الفترة الأخيرة بدأت أتذكر زوجي السابق، وأشعر أنني لم أكن وفية له بسبب زواجي من أخيه، وأحس بالإحراج عندما يعلم الناس بأني تزوجته.

أريد أن تنصحوني، هل أعود وأعيش بجوار أهلي، أو أعرض نفسي على دكتور نفسي لكي أتلقى جلسات؟

أحاول أن أشغل نفسي بالاستغفار، وقراءة القرآن، ولكني أعود لنفس الدائرة، وهي تفكيري بالندم وتأنيب الضمير؛ لأني أنانية، وتركت أبي وأمي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبداية ندعو بالرحمة لزوجك الأول، وأنت قد أحسنت في الزواج من عم أولادك من أجل أن تحافظي عليهم، وكون الله أكرمك بزوج صالح طيب؛ فهذه نعمة عليك أن تشكري الله عليها، ولا حاجة أبداً إلى أن تصفي نفسك بالأنانية؛ لأنك لم تفعلي خطأً، بل هو عين الصواب والحكمة.

بخصوص زوجك الأول إن كنت تعلمين أنك قصرت في حقوقه: فيمكن أن تتوبي إلى الله، وتكثري من الاستغفار له، وأما إذا لم تقصري في حقه، وإحساسك بعدم الوفاء له لأنك تزوجت أخاه، فلا داعي لتأنيب الضمير، فإن هذا من وسواس الشيطان، حتى يفسد عليك حياتك.

بالنسبة للوالدين والقيام على شؤونهما: بما أنك الآن متزوجة ومع زوجك في بلد آخر، فالواجب عليك الاعتناء به وبأولادك، والوالدين كلما استطعت زيارتهما فافعلي، وأظن أن لديهما من يرعى شؤونهما غيرك، وأنت لست مقصرة في حقهما، وهذا التفكير كله من الوسواس الذي لا حقيقة له.

أخيراً: الوسواس الذي حدث لك لعله بسبب الصدمة من موت الزوج الأول، أو كثرة التفكير في أمور لا حقيقة لها بسبب الجهل في دين الله، أو إحساسك بالحرج لأنك تزوجت أخاه، وخوفك من نظرة المجتمع، وهذا كله لا يهم الآن، فحاولي أن تتجاوزي هذا التفكير الذي يفسد عليك حياتك، خصوصاً أن الزوج طيب كما ذكرت، والناس يعيشون حياتهم ولن ينشغلوا بتفاصيل حياتك، واهتمي أنت بتفاصيل حياتك وعيشيها في سعادة، فالذي يغير حياتنا ويجعلها سعيدة أو تعيسة هو تفكيرنا نحن، فبالتفكير نستطيع أن نجعلها سعيدة حتى لو كان فيها بعض الظروف الصعبة، وبالتفكير نستطيع أن نجعل حياتنا تعيسة حتى لو كانت ظروفنا جميلة من كل النواحي.

عليك أن تكثري من ذكر الله تعالى، ومن الاستغفار، ومن قول لا حول ولا قوة إلا بالله، واطلبي العلم الشرعي بما لا يسع المسلم جهله من أمور الدين، ولا تلتفتي إلى الوسواس الشيطاني الذي يريد أن يفسد عليك دينك وحياتك، وكلما طرأ عليك الوسواس لا تفكري فيه واقطعي الاسترسال معه، واستعيذي بالله من شره، ويمكن لك أن تذهبي إلى طبيب نفسي للنظر في حالتك.

كان الله في عونك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً