الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من هوس التفكير بالزواج، ما نصيحتكم لي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا شاب بعمر 22 عاماً، أعاني من هوس التفكير بالزواج، وأشعر بالفراغ العاطفي جداً، علماً بأني تقدمت للخطبة، ورفضت مرتين لأسباب مجهولة، ودخلت في حالة نفسية سيئة، واكتئاب.

ما الحل؟ كيف أتعامل مع هذا الفراغ والتفكير؟ أصبحت وبدون مبالغة أفكر بشكل يومي في الزواج والخطوبة، ومتى سأتزوج، رغم أن أهلي يرون أن سني مبكر للزواج.

ما رأيكم؟ ما سبب هذا التشتت والضياع الذي أعانيه؟ علماً بأني شخص عاطفي نوعاً ما، وتغلبني مشاعر أغلب وقتي، أشعر أني تائه.

أريد جواباً وعلاجاً لكل ما ذكر إن أمكن، وبارك الله فيكم، ووفقكم لما يحب ويرضى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك بهذا السؤال، ونسأل الله تعالى أن ييسر لك أمر الزواج، وأن يرزقك الزوجة الصالحة.

أولاً: نقول لك التفكير في الزواج أمرٌ مشروع، بل أحيانًا يكون ضروريًّا، ولا شك أن الزواج هو حصن منيع للشخص من الوقوع في الحرام، ووقاية من النظر إلى المحرّمات، وإكمال لنصف الدّين، هذا بالإضافة إلى فوائده الأخرى في إنجاب الأبناء والذرية الصالحة، إذا أحسنت تربيتها ورعايتها، وفق ما جاء به الشرع الحنيف.

ثانيًا: إن الأمر لا شك أنه متعلق بالاستطاعة، كما يقول رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم -: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)، أو كما قال عليه الصلاة والسلام.

أمَّا أنك تقدّمت للخطبة مرتين ولم تُوفق؛ فعسى أن يكون ذلك خيرًا، خاصّةً إذا كنت استخرت الله سبحانه وتعالى في الحالتين، ولا يهمّ سبب الرفض، إنما يحدث ذلك في كثير من الأسر، ولكل أسرة معايير وقيم وتقاليد ونظرة لكل مَن يتقدّم لخطبة بناتها، كما لأهل الخطيب أيضًا مواصفات مُعينة في اختيار الفتاة المناسبة لابنهم.

ابننا العزيز: لا يفقدك عن السعي في إيجاد الفتاة المناسبة هذه الأسباب الماضية، فجِدَّ واجتهد مرة أخرى، وإن شاء الله ستجد من تُعجبك ومَن تقبل بك زوجًا، وفي المرات القادمة لا تستعجل، بل ادرس الموضوع جيدًا، واستشر مَن تثق فيه من الأهل أو الأصدقاء، واستخر الله سبحانه وتعالى، وأقْدِم، فإذا أراد الله الأمر سيكون غصبًا عن كلِّ شخص، وإذا لم يُرده فحتمًا لا يكون.

نقول لك: التزم في عباداتك، وأكثر من الذكر والدعاء حتى يستجيب الله دعاك، وليس ذلك على الله بعزيز، وهو القادرُ على كل شيء.

أمَّا ما تشعر به الآن فهذه ردة فعلٍ طبيعية، باعتبار أن هناك هدفاً ولم يتحقق في وقته، فسيشعر الإنسان حتمًا بما يُسمَّى بالإحباط بسبب عدم تحقق الهدف الذي كان يسعى في تحصيله ويهدف إليه، وسيزول ذلك -إن شاء الله- بعد فترة من الوقت، ولا تقلق، وإنما عليك أن ترضى بما قسمه الله سبحانه وتعالى، وأن تجتهد مرة أخرى، والأهل بالتأكيد يريدون لك الخير.

أمَّا كون سِنّك وعمرك ليس في سِنِّ الزواج المناسب؛ لا بل أنت في السن المناسبة، كلّ ما في الأمر هو التجهيز للزواج ووضع الاستطاعة شرط أساسي في إكمال بيت الزوجية، إن شاء الله.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً