الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تؤثر الأدوية النفسية على سرعة البديهة والفطنة؟

السؤال

هل تؤثر الأدوية النفسية على سرعة البديهة والفطنة والاختراع والتدبير؟ وهل يوجد مرضى بالفصام وهم علماء؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ شفيق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في إسلام ويب، وأسأل الله تعالى العافية للجميع، سؤالك سؤال جميل وسؤال طيب، والعنوان هو نفسية وسكري، لكن لا أرى شيئاً عن السكري في محتوى السؤال، عموماً تأثير الأدوية النفسية على سرعة البديهة والفطنة والاختراع والتدبير، وكذلك التركيز هذا -يا أخي- أمر شائك وطويل، وهنالك أدوية تساعد حقيقة في تحسين التركيز والتدبير.

سرعة البديهة والفطنة والاختراع، طبعاً هي أمور تتعلق بما وُهب الإنسان، هي أمور نستطيع أن نقول إنها فطرية وغريزية، ولا نستطيع أن نقول هنالك دواء معين، يحسن من سرعة البديهة، لكن الأدوية النفسية التي تعالج القلق والتوترات مثلاً حين يختفي القلق والتوجس، وحتى بالنسبة للاكتئاب النفسي طبعاً الإنسان يصبح أكثر انتباهاً، وأكثر تركيزاً، وهذا قطعاً يؤدي إلى حسن التدبير، وإن كان الإنسان أصلاً لديه البديهة والفطنة والقدرة على الاختراع من قبل أن يصاب بالمرض، فإن شاء الله تعالى، هذه ترجع له، وتتحسن.

هنالك أدوية قد تؤدي إلى شيء من ضعف التركيز، مثل الأدوية المعروفة بمجموعة البنزوديازبين، مثل عقار فاليوم، والبرزولام، وكلونازبام، وهي أدوية رائعة وممتازة جداً، لعلاج القلق والتوترات، ونوبات الهرع أيضاً، وتحسن النوم، لكن على المدى البعيد، خاصة الذين يدمنون هذه الأدوية، ربما يصابون بشيء من الضحالات في التفكير، لأن هذه الأدوية تؤثر على الفص الأمامي أو ما يعرف بالفص الجبهي أو الناصية، تؤثر عليها هذه الأدوية على المدى البعيد، ويعرف أن الناصية والفص الجبهي هو الذي من خلاله يستطيع الإنسان أن يخطط، وأن يدبر، وأن يرتب أموره، خاصة الأمور المستقبلية.

بصفة عامة نستطيع أن نقول إن الأدوية النفسية بمجملها سليمة، وإذا استعملها الإنسان بالجرعة الصحيحة، والجرعة الفاعلة، وتحت الإشراف الطبي على المدى البعيد؛ فهي طبعاً مفيدة للإنسان، ولا تخل بتركيزه أو بقدرة التدبير، ما عدا مجموعة البنزوديازبينات التي أشرنا إليها.

هل يحدث مرض الفصام بالنسبة للعلماء؟ هذا سؤال طيب وجميل جداً -أخي الكريم- طبعاً مرض الفصام لا ينجو منه أحد، وقد ينجو واحد في المائة من الناس، الناس يصابون بمرض الفصام، هذه هي النسبة الإحصائية لهذا المرض، لكن قطعاً هذا المرض مرض معلوم في بعض الأحيان.

الفصام له عدة أنواع، مثل الفصام الهيبيفريني، هذا يؤدي إلى تدهور كبير في مقدرات الإنسان، ولم أر عالماً مصاباً بهذا المرض، لكن الفصام الباروني الظناني، رأيت من لهم قدرة علمية عالية، أو أساتذة بالجامعات، وهم يعانون من هذا المرض، لكن معظمهم اكتسبوا المرض بعد أن تحصلوا على درجاتهم العلمية.

أخي الكريم: المرض لا أحد يبرأ منه، لكن نستطيع أن نقول إن العلماء الكبار إن أصيبوا بهذا المرض، فإنه يحدث لهم بعد أن يكون الإنسان قد بنى الذخيرة العلمية والمعرفية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً