الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تتردد عليّ تساؤلات حول ما عملته في صغري!

السؤال

السلام عليكم.

تأتيني تساؤلاتٌ كثيرةٌ حول بعض الأفعال التي عملتها في صغري، لماذا فعلتها؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ taoufik حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارت إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال المختصر، داعين الله تعالى أن يُخفف عنكم في المغرب بعد زلزال مراكش، رحم الله الشهداء، وكتب الصحة والشفاء للمصابين.

أخي الفاضل: ليس معيبًا أن يتساءل الإنسان عن أمورٍ فعلها في الماضي، كلُّنا يفعل هذا: لماذا فعل هذا؟ ولماذا لم يفعل ذاك؟ ولكن يُفيد طبعًا أن يبقى هذا ضمن الحدود الطبيعية، هذا من جانب.

ومن جانب آخر: ألَّا يتم التركيز على التساؤل عن الجوانب السلبية، وإلَّا فهي ذاكرةٌ انتقائيةٌ، أي ينتقي الإنسان فقط الأعمال أو المواقف أو الأحداث السلبية، أمَّا النظرة الشاملة بحيث أننا نفكّر في ماضينا بما فيه من إيجابيات وسلبيات فهذا أمرٌ لا بأس به، وقد نفعله دون إرادة مِنَّا.

ولكن إذا وجدت نفسك -ويبدو هذا من مقصدك من هذا السؤال- وجدت نفسك مدفوعًا إلى التفكير بأعمال أنت نادمٌ عنها، وتتساءل لماذا فعلتها؟ فهنا أولاً كلُّنا يستغفر الله تعالى عمَّا بدر مِنَّا في الماضي أو في الحاضر، فهذا يُفيدنا ويُفيدك، ومن ذلك:

- أن تستغفر الله -سبحانه وتعالى- وتدعو وتقول: (اللهم اغفر لي خطيئتي، وجهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي هزلي وجدي، وخطئي، وعمدي، وكل ذلك عندي).

- أن تحرص على تعلُّم الدروس الإيجابية، بحيث لا تكرر ذلك العمل السلبي، وإنما تنطلق منه إلى عملٍ إيجابي، أي: استغل ما قمت به في الماضي -ممَّا تندم عليه- لتبني عليه سلوكًا يُقرُّبك إلى الله سبحانه وتعالى.

أرجو أن أكون قد فهمتُ السؤال وأجبت عليه، داعيًا الله تعالى لك بأن يشرح صدرك، وييسّر أمرك، ويجعلك أكثر تفكيرًا في المستقبل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً