الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ولدي كثير التشتت وضعيف الشخصية ويكذب، فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

ابني عمره 19 عاماً، كثير التشتت، ويكذب، وشخصيته ضعيفة، ومدمنٌ على ألعاب الإنترنت واليوتيوب، ويدرس في الجامعة، لكن درجاته ضعيفةٌ، علمًا أنه يدرس لساعات، إلا أن تركيزه مشتتٌ، ويرتبك كثيراً عند التقدم للامتحانات، أرجو منكم النصح، وكيفية التعامل معه!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم فيصل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمن الواضح أن ابنكم يمر بفترة صعبةٍ ومعقدةٍ، وهذا شائعٌ في مرحلة المراهقة المتأخرة وبداية العشرينيات.

هناك عدة نقاط يمكن التركيز عليها لمساعدته:

1. يبدو أن ابنكم يعاني من مشاكل في التركيز والتشتت، وهذا قد يكون نتيجةً لعدة أسباب مثل: الإدمان على الإنترنت، أو الألعاب الإلكترونية، أو قد يكون له أسباب نفسية أعمق.

2. حاولوا إجراء حوارٍ هادئٍ ومفتوحٍ مع ابنكم؛ لفهم مشاعره ومخاوفه، تجنبوا اللوم أو العتاب الشديد، وحاولوا أن تكونوا مستمعين جيدين.

3. قد يكون من المفيد زيارة مستشار نفسي أو معالج سلوكي لتقديم الدعم والمساعدة في التعامل مع أي مشاكل نفسية أو سلوكية قد يعاني منها؛ وذلك لاستبعاد أي مشاكل نمائية تتعلق بتشتت الانتباه.

4. ساعدوه على تنظيم وقته بين الدراسة والأنشطة الترفيهية، اتفقوا على جدول زمني يتضمن أوقاتاً محددةً للدراسة، وأوقاتاً للراحة والترفيه.

5. اعملوا على تعزيز ثقته بنفسه، من خلال الإشادة بإنجازاته، وتشجيعه على مواجهة التحديات.

6. شجعوه على المشاركة في الأنشطة الرياضية أو الاجتماعية التي تساعد على تحسين مزاجه وصحته النفسية.

7. قد يحتاج إلى مساعدة متخصصة للتعامل مع الإدمان على الألعاب الإلكترونية أو الإنترنت.

8. تحدثوا معه عن أهمية القيم، مثل، الصدق، والمسؤولية في الحياة الشخصية والأكاديمية.

9. استعينوا بالدعاء -لا سيما أن دعاء الوالد أو الوالدة مستجابٌ- ولا تيأسوا من إصلاحه، ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِیۤ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ إِنَّ ٱلَّذِینَ یَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِی سَیَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِینَ﴾ [غافر ٦٠]. و أخرج الإمام أحمد وأبو داود والترمذي من حديث أبي هريرة مرفوعاً: (ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة الوالد على ولده، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم). حسنه الألباني.

فكما أن الله تعالى يستجيب الدعوة على الولد، كذلك يستجيب الدعوة للولد.

تذكروا أن كل شابٍ يمر بمراحل تطور مختلفة، وقد يحتاج إلى وقت ودعم ليجد طريقه الخاص.

وفقكم الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً