الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والد الشاب يرفضني بسبب الفارق العمري بيننا، فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو الإفادة، أنا فتاة أبلغ من العمر 28 سنة، ارتبطت بشاب عمره 26 سنة، الشاب يرغب في التقدم لخطبتي لكن والده يرفض؛ لأن الشاب يحتاج لوقت حتى يتمكن من الخطبة، وحتى ذلك الوقت سيكون عمري 30 سنة، ووالد الشاب يرفض خطبتي بسبب عمري حينها.

أنا متمسكة بالشاب وهو كذلك، ونرغب في إتمام الزواج برضا والده، فما نصيحتكم؟



الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Asmaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختي الفاضلة- في استشارات إسلام ويب، وأسأل الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل.

في البداية نحب أن ننبهك إلى مخاطر التعارف العاطفي قبل الزواج، وما قد يجره من سلوكيات وأعمال لا تحمد عقباها، لذلك حرم الإسلام هذه العلاقات والاسترسال فيها، سدًا لأبواب الشر والفساد، وحفظًا للأعراض والمجتمع، وجعل فترة الخِطبة هي الفترة المناسبة للتعارف، وفهم الشخصيات على مرأى ومسمع الجميع، ثم اتخاذ قرار الزواج بعد ذلك.

فارق السن بينكما لا يعد مشكلة، والمهم هو التوافق بينكما والانسجام العقلي والعاطفي وتوافق الرؤى والطموح، والأهم من ذلك تحقيق الصفات التي أخبر بها النبي -صلى الله عليه وسلم- في المرأة والرجل، فقال رسول الله في صفات المرأة الصالحة التي يحرص عليها كل زوج: (تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين، تربت يداك)، وقال -صلى الله عليه وسلم- في حق الرجل: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه؛ إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)، فالدين والأخلاق هي أهم المعايير الذاتية في كلا الزوجين.

فإن تحققت هذه المعايير وانتفت الموانع المعتبرة لهذا الزواج، لا يُعد فارق السن مشكلة إذا كان فارق السن لم يُخلّ بمقاصد الزواج، ويحقق غاياته التربوية والأخلاقية، ويحقق أيضًا السكن والمودة والرحمة.

وعلى ذلك إن حدث بينكما التوافق التام؛ فعليك الاجتهاد في إقناع هذا الأب بالموافقة على هذا الزواج، إما عن طريق هذا الشاب، أو عبر شخص له مكانه ومودة عند هذا الأب، فيشرح له هذا الأمر ويوضح له التوافق الذي بينكما، وأن فارق السن البسيط ليس عائقًا، مع تكرار المحاولة والاجتهاد في الإحسان والتكريم لهذا الأب حتى يوافق.

احرصي على هذا التوافق ورضا الأهل، حتى لا يتسبب هذا الزواج دون موافقتهما بأي قطيعة رحم أو تنافر بينكم وبين العائلة، ثم نوصيك بالدعاء والاستخارة الدائمة أن يختار الله لك الخير في هذا الزواج.

نسأل الله أن يوفقك للخير وييسر أمرك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً