الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إخوتي يظلمونني ويضربونني كثيرًا، فكيف أحمي نفسي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 20 سنة، أعيش مع والدتي وإخوتي في بيت واحد، أخي الأول يبلغ من العمر 28 سنة، والثاني 24 سنة، حياتي معهم جعلتني أشعر بالسوء من نفسي ومن كل شيء، أشعر أن الحياة ماتت في داخلي.

في عائلتي الفتاة ليس لها قيمة مهمة، منذ الصغر إلى اليوم وأخي يضربني دائمًا لأسباب عادية مثل: تأخري في تجهيز الطعام، طلب النقود، دفاعي عن نفسي، البكاء بصوت مسموع، ولتجنب الضرب تعودت على عدم الضحك، ولا أتحدث بالهاتف أمامهم، ولا أجلس معهم، ولا أبدي رأيي مهما لزم الأمر، ألتزم الصمت حتى عندما يشتمونني، فأنا من تطبخ وتنظف، علمًا أن العراك بينهم مستمر ويكسرون أغراض المنزل ولا يصرفون على والدتي.

شاركت في العديد من الصفوف التعليمية، ولكنهم منعوني من إكمالها، حلمي منذ صغري هو تعلم فنون القتال، ضحيت كثيرًا من أجل حلمي وقاتلت بكل قوة ولكنهم حرموني منه، دخلت الجامعة فأخرجوني منها.

أخي الكبير مدمن ومخيف دائمًا، قبل فترة عندما خرجت أمي تشاجر مع أخي وطرده من المنزل، ثم أمسك السكين وهددني بالقتل لو تحركت، وطوال الليل كان يحرك السكين وكأنه يقتل أحدهم ويشتم ويصرخ.

أرى الكوابيس المرعبة دائمًا، وأصبحت أشعر بأني بلا قيمة، أخاف من كل شيء بشدة، وأخاف من كل رجل أراه، ماذا أفعل حتى أتحسن؟ وكيف أجد زوجًا صالحًا ينقذني؟

شكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ معصومة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك التواصل والاهتمام، ونسأل الله أن يهدي إخوانك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو، وأن يُعينك ويُعين الوالدة على تجاوز هذه الصعاب.

ولستُ أدري ما هو موقف الوالدة ممَّا يحصل، بل ما هو موقف الأخوال والأعمام والأهل من هذا الذي يحدث من أشقائك، الذين نسأل الله تبارك وتعالى أن يهديهم وأن يردّهم للحق وللخير والصواب، والأخ له دورٌ كبيرٌ في بثِّ الأمان والطمأنينة في نفس والدته وأخته، ولكن هؤلاء -كما ذكرتِ- مصدر لكل إزعاج وكل شرٍّ.

كنا نريد حقيقة أن نرى بعض الإيجابيات وبعض المسؤوليات التي عليهم أن يتحمّلوها كرجال، فإن الذي يريد أن يكون رجلًا وله كلمة لا بد في المقابل أن تكون له أيضًا أدوار يقوم بها ورسالة في الحياة يُؤدّيها.

ولستُ أدري: هل هذا الشر الذي يحدث داخل البيت فقط، أم مع الآخرين أيضًا؟ وما هو موقف الأسرة (الأقرباء) من هذا الذي يحدث بينهم من نزاع؟ وهل لهم أعمال؟ هل لهم زوجات؟ هل يُفكّرون في تأسيس بيوت لأنفسهم؟

أمام كل هذا أيضًا، نحن لا نريد أن تقف عندك الطموحات، وسعدنا بتواصلك مع الموقع، وهذا دليل على أن لك متنفَّسًا ولو من خلال هذه الشبكة العنكبوتية. اجتهدي في حماية نفسك، وتجنبي ما يجلب لك المشاكل والصعوبات معهم.

أصلحي ما بينك وبين الله تعالى، ثقي أن هذا الكون مِلْكٌ لله ولن يحدث في كون الله إلَّا ما أراده الله، وأنت عاقلة والعاقلة تعرف كيف تحمي نفسها، وكيف تتجاوز مثل هذه الشرور، واجعلي أملك في الله عظيماً، وأكثري من اللجوء إليه سبحانه وتعالى، ونحن بدورنا نسأل الله أن يضع في طريقك من يأتي ليُسعدك ويُخرجك ممَّا أنت فيه.

فكوني مع الله، وأبشري بالخير، واحرصي على ما ينفعك، واحرصي دائمًا على فعل الأمور التي تُرضي الله تبارك وتعالى، وتجنبي ما يجلب لك المشاكل والصعاب، وكوني بجوار الوالدة، واطلبي منها أيضًا أن تتصرف بالطريقة التي تستطيع بها أن تحدَّ هذا الشر وتُقلل منه، إذ ليس من الضروري أن تُواجهي هؤلاء الظلمة بنفسك؛ لأن هذا سيزيد عدوانهم عليك.

ونحن نتمنّى أن تكون للوالدة كلمة، وللأخوال كلمة، وللعقلاء وللفضلاء -في القبيلة والأهل- أيضًا كلمة، واستمري في طاعتك لله تبارك وتعالى، وتواصلي مع موقعك. ونتمنّى أيضًا من خلال هذا الموقع أن تفكري معنا في الوسائل والأساليب، وتذْكُري لنا بعض الأمور التي يمكن أن تكون سببًا في صلاح الحال، حتى نتحاور جميعًا حولها، ونسأل الله أن يُصلح الأحوال، وأن يُعينكم على ما أنتم فيه، فاستعيني بالله وتوكلي عليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والحفظ والهداية.

هذا، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً