الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من أين نشأ الإرهاب؟ ومتى ظهر الإرهاب في العالم؟

السؤال

من أين نشأ الإرهاب؟ ومتى ظهر الإرهاب في العالم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لنا ولك الخير، إنه جواد كريم، وبعد:

التعريف بالمصطلحات هام قبل الحديث عن ماهيته، وعليه فسؤالك دائر حول الإرهاب، والذي هو( كل فعل من أفعال العنف أو التهديد به أيًا كانت بواعثه، أو أغراضه يقع تنفيذًا لمشروع إجرامي فردي، أو جماعي، ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس أو ترويعهم في أبنائهم، أو تعريض حياتهم وأمنهم للخطر... ولا تعد جريمة حالات الكفاح بمختلف الوسائل بما في ذلك الكفاح المسلح ضد الاحتلال الأجنبي والعدوان من أجل تقرير المصير".

هذا المعنى معروف منذ القدم، منذ وجود الخير والشر، والظلم العدل.

وإذا كنت تقصد تأريخ الإرهاب بفرد أو جماعة اتخذت العنف وسيلة لتحقيق أغراضها، فإن المراجع العلمية التي بأيدينا ترجع جذور هذا العمل إلى القرن الأول بعد الميلاد على يد الطائفة اليهودية المتشددة (السيكاري زيلوت) على خلاف بين المراجع.

وإذا كنت تسأل عن تأريخ معاصر فقد استُخدم مصطلح الإرهاب أول مرة في اللغة الإنجليزية خلال عهد الإرهاب من الثورة الفرنسية، عند تطبيق نادي اليعاقبة ممارسات إرهابية تجاه الناس حيث تمت إعدامات جماعية باستخادم المقصلة لفرض السمع والطاعة بالقوة، ولبث الخوف والهرع والرعب بين الناس.

واستمر هذا المصطلح غير منحصر في بلدة، أو عرق، أو جنس، أو دين، بل كلما هيأ المناخ لظهور هذا الفكر المتطرف ظهر في أثوبة كثيرة، وعبر عرقيات مختلفة، فظهر من الأناركيين والاشتراكيين والفاشيين والمجموعات القومية، والمتشددون من كافة الطوائف الدينية الذين اتخذوا العنف وسيلة لتحقيق مطالبهم، وجعلوا من إكراه الناس وسيلة لتحقيق رغائبهم .

ولا شك أن هناك أسبابا لظهور الإرهاب أهمها:
1- النصوص الدينية المحرفة أو المفهومة على غير وجهها.
2- الشعور بالظلم والاضطهاد والقمع، وغياب منظومة تحقيق العدل.

وإن الإسلام يحرم التطرف والعنف، ويجعل من قتل الناس بغير حق جريمة يجب فيها الحد، بل نجد آية في القرآن تتحدث عن ذلك وتبين أن (....مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ)

نسأل الله أن يحفظك، وأن يبارك فيك، وأن يرزقنا الفهم الصحيح لديننا، والله المستعان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً