الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يوجد ما يسمى بسحر البيض، وكيف نتخلص من آثاره؟

السؤال

عندما كنا ننتقل لبيت جديد بعد مشاكل معينة، وجدت داخل معطفي الملفوف في خزانتي بيضة قديمة، ولكن لم أعرها اهتماماً بسبب ضغط الأعمال أثناء النقل، ووضعت احتمالاً أن يكون أحد أطفالي، ولكن بانتقالنا للبيت الجديد، تعرضنا لمشاكل جديدة، واستمرت القديمة نوعاً ما كمرض ولدي وفقدان عمل زوجي، وغيرها! قدراً سمعت عن سحر البيض، وتذكرت ما وجدت، فهل سحر البيض صحيح؟ بينما المشاكل كانت مصادفة؟

خاصة أننا ما زلنا نعاني من تلك الأيام، وكلما هممنا بعمل ظهرت عوائق، وولدنا ذهب عنه المرض، وظهر عليه مرض الوسواس القهري الذي عطل حتى عبادته أصبحت صعبة.

إذا كان للبيض سحراً، فهل يوجد حل للتخلص من آثاره؟ خاصة أني غسلت الثوب غسيلاً عادياً ولم أنتبه للأمر.

الله يجزيكم كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنه ليسرنا تواصلك معنا في أي وقت، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبعد:

السحر: عُقَدٌ، ورقى، وكلام يتكلم به الساحر، أو يكتبه؛ ليعمل شيئًا في بدن المسحور، أو عقله، من غير مباشرة له، وهو حقيقة قائمة، غير أنه لا يقع إلا بإذن الله تعالى، قال الله: (وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ) البقرة:102، وقال تعالى: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * ومن شر حاسد إذا حسد) الفلق:1-4، يعني السواحر اللاتي يعقدن في سحرهن، وينفثن عليه، ولولا أن له حقيقة؛ لما أمر الله بالاستعاذة منه.

ما حدث معك -أختنا الكريمة- لا نظنه من أنواع السحر المعقود، وجل الأحداث التي تحدث معك هي أمور اعتيادية، هذا هو الظن الغالب من خلال ما ورد في رسالتك، وعليه: فالبحث عن الأسباب المنطقية ،والاجتهاد في إيجاد حلول طبية لتلك الأعراض أو غيرها، هو المعول الأول الذي يجب عليك الابتداء به، بعد الاستعانة بالله عز وجل.

نحن نوصيك -أختنا- بما يلي:

أولاً: تحصين بيتك كله بالأذكار الصباحية والمسائية، وأذكار النوم فإن هذا حصن حصين من الشيطان الرجيم.

ثانياً: قراءة سورة البقرة كل ليلة، أو الاستماع إليها عند العجز عن قراءتها.

ثالثاً: القراءة الإيجابية لكل ما يحدث معك، والتعامل مع الأحداث وفقا لذلك.

أما بخصوص السحر فاعلمي -بارك الله فيك- أن السحر يُزال بالرقية الشرعية، ولا يزال بغيره، وقد ذكر أهل العلم بعض الآيات لحل السحر منها:
- الفاتحة.
- قراءة آية الكرسي.
- قراءة آخر آيتين من سورة البقرة.
- قل يا أيها الكافرون
- قل هو الله أحد.
- قل أعوذ برب الفلق
-قل أعوذ برب الناس.

إضافة إلى آيات السحر التي في سورة الأعراف وهي قوله تعالى: {وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون * فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون * فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين * وألقي السحرة ساجدين * قالوا آمنا برب العالمين * رب موسى وهارون}.

كذلك ما ورد في سورة يونس: {وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم * فلما جاء السحرة قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون * فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين *ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون}.

كذلك آيات سورة طه: (قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى * قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى * فأوجس في نفسه خيفة موسى * قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى * وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى ).

كذلك التصبح كل يوم بسبع تمرات من عجوة المدينة، فعن عامر بن سعد عن أبيه رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من تصبح كل يوم سبع تمرات عجوة، لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر) رواه البخاري.

كل هذا وارد -أختنا وهو نافع بإذن الله تعالى، ويمكن أخذ الرقية الشرعية كاملة من موقعنا، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيكم، وأن يحفظكم من كل مكروه وسوء.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً