الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طليقتي تسببت في خراب بيتي ومنعتني من ابني!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الشيخ الفرجابي: سؤالي يتكون من قسمين:

القسم الأول: طليقتي هي من تسببت في خراب بيتي، ونحن في بداية زواجنا، طلبت الطلاق لأسباب غير مقنعة، أغلبها مادية.

سؤالي: هل لي الأجر والثواب؟ وهل عليها الإثم؟ وهل لي أن أدعو الله عليها؟

السوال الثاني: أنا أب لطفل رضيع عمره سنة ونصف، طلبت منها أن أتواصل مع ابني فلم ترد على مهاتفتي، كيف أكسب ود ابني وبره؟ علمًا أني في السودان، وهي والابن في بلد ثان؟

لا تنسونا من دعائكم، وأسأل الله أن يأجرني في مصيبتي، ويخلف لي خيرًا منها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك أيها -الابن الكريم- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يهدي زوجتك وأهلها إلى أحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي إلى أحسنها إلا هو، ونسأله تبارك وتعالى أن يعين كل طرف على القيام بما عليه.

ويل ثم ويل لمن يقصر في مثل هذه الأمور، ونسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين، وأن يعيد الأمان والطمأنينة لبلدنا ولسائر بلاد المسلمين، حقيقة الإنسان في مثل هذه الأمور ما ينبغي أن يجعل تفكيره من الذي أخطأ، ومن الذي فعل، وبلا شك عند الله تقام الموازين، (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ)، وأرجو أن يعلم الجميع أن الطلاق ليس نهاية المشوار.

وإذا كان الطلاق قد حصل، فأرجو أن تجد من العقلاء والفضلاء من أهلك وأهلها من يستطيع أن يذكر كل طرف بما عليه من الواجبات، وإذا كانت الزوجة قد منعتك من حقك في طفلك، فهي آثمة بلا شك، وأرجو أن لا تحزن، ولكن تهتم وتجتهد في أن تصل إليه، فإذا لم تصل، فأرجو أن تعلم أن هذا الابن سيكبر ويفهم، ويبحث عن والده، والإنسان لا يمكن أن يستغني عن والده ولا عن والدته، ولذلك نتمنى من الله أن يهديها إلى الحق والصواب، وأن يعينك على الصبر حتى تنجلي هذه الغمة، حتى تعود الأمور إلى صوابها على الأقل لتكون الزوجة وأنت في بلد واحد.

وعندها سيسهل عليك التعامل مع هذا الوضع، سواء كان عن طريق عناصر الخير في المجتمع المصلحين والمصلحات، أو عن طريق الجهات الشرعية القضائية التي ستلزم كل طرف القيام بما عليه، وهذا الطفل الصغير الآن سيأتي يوم كما قلنا يبحث فيه عن والده، وإذا كانت لم ترد عليك وأنت تحاول، فأنت قد أديت ما عليك، وخرجت من الحرج الشرعي، وود هذا الابن سيأتي؛ لأنه في هذه المرحلة حتى لو كان معك ستكون هي صاحبة الأدوار الكبرى؛ لأنه في السنوات التي يحتاج فيها بدرجة عالية لأمه، فنسأل الله أن يعينك على الخير.

ونحمد الله الذي هداك إلى أن تستجير بالله، فإن الذي يقول "اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرًا منها" لن يعدم الخير عند الله تبارك وتعالى، نسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يعين هذه الزوجة حتى تتذكر واجباتها الشرعية، فإن الطلاق ليس نهاية المطاف، خاصة عندما يكون بين الزوج والزوجة طفل.

ونسأل الله أن يبارك فيكم جميعًا، وأن يردها إلى الخير والصواب، هو ولي ذلك والقادر عليه، وأن يصلح لنا ولكم النية والذرية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً