الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رفض الفتاة الزواج برجل لا يصلي وأثره على مستقبلها

السؤال

السلام عليكم..

أنا مهندسة جميلة ومتدينة والكل يشهد لي بذلك من المحيطين بي، بعد التخرج من كلية الهندسة تمنيت أن يكون شريك حياتي من المحبين لأعمال التطوع والخير، حيث كنت كذلك في الكلية، وكنت أجد نفسي في هذه الأعمال، أتى لي الكثير ولم أجد فيهم ما تمنيته، وتحت تأثير الأهل قرأت فاتحتي لإنسان لم أعرفه من قبل، كانت أخته معنا فقط موظفة أعجبت بي وبأخلاقي، ولم يمض من الخطوبة سوى شهر، وحتى الصلاة لم يكن يصلي، لقيت معارضة من الأهل، حيث أنهم يقولون لي: الذي لا يصلي الآن سيصلي بعد الزواج.

المهم انتهى الموضوع وكل ما يتقدم لي شخص أخاف أن أمر بتجربة ثانية، حتى تقدم بي السن إلى 30 سنة، والآن أجد ملامة من أهلي، حيث قل الطلب عليّ، فهل أنا كنت غلطانة عندما رسمت لنفسي إنساناً أقله (نمشي سوياً على خطياً الحبيب، ونحفظ القرآن كي ننجب علي والزبير وعمر).

للأسف هم لم يفهموا هذا، وأنا في حالة سيئة جداً.

وجزاكم الله كل خير، وجعل ذلك في ميزان حسناتكم يوم القيامة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ Frial حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فنسأل الله أن يسهل أمرك وأن يغفر ذنبك، ولن تكون مخطئة من تريد أن تسير على خطى الحبيب صلى الله عليه وسلم، وترغب في أن تعيد سيرة علي والفاروق والزبير، وتشترط أن يكون زوجها ممن يصلي ويفعل الخير، وقد أحسنت برفضك لتارك الصلاة، ولن يضيعك ربك ومولاك.

ونحن ننصحك بعدم رد الخطاب إذا كانوا ممن يسجدون لله ويعظمون السنة والكتاب، فإن المسلمة تستخير ربها ليدلها على الصواب، ثم تتوكل عليه، فإنه الكريم الوهاب، ولا أظن أنك تجدين رجلاً بلا عيوب، فسددي وقاربي ولا تترددي، فإن ما قارب الشيء يأخذ حكمة، وإذا وجدت من يواظب على الصلاة ويحب الخير وكانت أخلاقه طيبة فاقبلي به.

ولا تتأثرى بلوم الأهل، فأنت أعرف بمصلحتك، والتمسي لهم الأعذار، فإنهم يريدون لك الخير، ولا تحزني على ما مضى، واستعيني بالله وتوكلي عليه، واعلمي أن لكل أجل كتاب، وسوف يأتيك ما قدره لك ربك، فأشغلي نفسك بطاعة الله، واهتمي بوالديك وصلي رحمك، وأظهرى للناس ما عندك من أدب، وشاركي في حلق الذكر والعلم والقرآن، وتجنبي الغفلة والعصيان، فإن ذلك يحرم الرزق ويجلب الخراب، ولا شك أن عدم الزواج أفضل من الارتباط بمن لا يسجد للرحمن، ومع ذلك فأرجو أن تقبلي بأفضل الموجودين إذا توفرت فيه الشروط الأساسية.

واجتهدي في إكمال ما لديك من خلل، وتستعين في كل ذلك بالله عز وجل، والمؤمنة تفعل ما عليها وتتوكل على ربها، وترضى بقضاء خالقها، وهذه وصيتي لك بتقوى الله والإكثار من ذكره وشكره.

والله الموفق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً