الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العلاج الدوائي لأعراض نوبات الهرع منذ الصغر

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سوف أكتب لكم ما أعاني منه، ولتشخيص حالتي بدقة سوف أكتب كل الذي أحس فيه.

عندما كنت صغيراً تقريباً وأنا في الابتدائية، كنت دائماً أشتكي من قلبي، وأحس كما لو أن قلبي يتوقف وروحي تطلع وأفقد توازني وتنمل أطرافي وأصرخ، فيقوم الوالد ويذهب بي إلى المستشفى، وأعمل تخطيطاً للقلب، ويقولون لي: أنه لا يوجد في شيء، وسليم مائة بالمائة.

بعدها توقفت هذ الحالة عني لمدة سنوات طويلة إلى أن تخرجت من الجامعة وتوظفت وظيفة مؤقتة لمدة أشهر معدودة.

في آخر هذه الأشهر جاءتني الحالة وأنا في الدوام فشعرت أن أذني أغلقت، ولا أستطيع ألتنفس، وأطرافي نملت، وكأن روحي ستطلع مني، ذهبت أجري للمستشفى، وقالوا: لا يوجد في شيء.

بعد أن انتهيت من العقد أتاني عقد عمل ثان ورسمي في إحدى الوظائف، وكان يتطلب علي أني أذهب إلى الرياض وأجلس فترة شهرين، وكانت هذه مدة الدورة.

المهم أول 4 أيام قضيتها هناك لم يكن في شيء، وقبل بداية المرض أحسست أن لدي احتقاناً في الحلق، وأحس أنه يوجد شيء داخل أذني، وأحس أني أريد أن أنظف أذني، مع أني ذهبت للأطباء، وقالوا: أن أذني لا يوجد بها شيء، بعدها بدأت معي الحالة، وصارت تأتيني نوبات هلع وأضطر أن أخرج من المكان الذي أنا فيه.

وكنت أدخن بشراهة قبل ما أصاب بهذا المرض، يعني معدّل بكتين في اليوم أو أكثر، وصرت لا أقدر أنام؛ لأنه قبل أن أنام أحس أني سأموت، وأوسوس بشكل غير طبيعي إلى أن أنام وأنا لا أشعر بنفسي، وكنت أحس أني لا أعيش في هذا الواقع، وأن كل الذي أعيش فيه مجرد وهم، وأحس بشيء في عيني يضايقني ولا أستطيع التركيز في أي شيء، وكأني أعيش في حلم، أو كأنه شخص بداخلي هو الذي يحركني، وكنت دائماً أبكي بشكل غير طبيعي إلى أن رجعت وتركت وظيفتي.

راجعت شخصاً مختصاً في البرمجة اللغوية العصبية، ونومني إيحائياً، وأحسست أنه لا يوجد في شيء، وهذا الشعور كان ذلك اليوم، ورجعت مثل ما أنا بعدها.

ذهبت إلى شيخ ليقرأ علي، وقال أني مصاب بعين، وأعطاني زيتاً أتدهن فيه كل يوم، بعدها شعرت بأنه لا يوجد فائدة،وذهبت لزيارة طبيب نفسي فأعطاني أدوية أحدها زاناكس وبروزاك ودواء ثالث نسيت اسمه، لكن هذه الأدوية جعلتني خاملاً وأنام كثيراً، لكن شعرت بتحسن في حالتي وتوقفت عن الأدوية بعد 3 أشهر بدون علم الطبيب، والآن أشعر أني ارتحت من مشاكل كثيرة، أهمها أني صرت لا آكل أظافري، وطولت أظافري؛ لأنه ما تخيلت في يوم يكون عندي أظافر، وكذلك لا تأتيني نوبة الهلع.

وبقي في الشيء الوحيد الذي ظل هو الشعور بظلمة في الحياة، وأن الحياة ما لها أي معنى، ولا أشعر بمشاعري ناحية الناس، حتى وأنا وسط أهلي، مع العلم أني لست متزوجاً، ووالدي ووالدتي على قيد الحياة -ولله الحمد- وكل إخواني موجودين ولا ينقصني أي شيء من هذه الناحية، لكن معلومة لابد أن أذكرها وهو تعامل والدي شديد القسوة، حتى وأنا بهذا العمر، والشعور الآخر الذي أحس فيه الآن هو عندما أنظر إلى أي إضاءة أحس حولها هامة من الظلمة، وأن الدنيا ستنتهي، وأن يوم القيامة قد قرب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مازن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وبعد،،،

فأيها الأخ الفاضل! هذا السرد الدقيق في رسالتك يوضح بصورة واضحة وجلية أن هذه النوبات التي تنتابك هي نوبات من الرهاب أو الهرع أو الهلع – كما يسميه البعض – وهو نوع من القلق النفسي الحاد، كما أنه لديك بعض الأعراض الجسدية وهي مرتبطة بالقلق، وقد لاحظت في نهاية رسالتك أنك أيضاً لديك مشاعر بالإحباط، وهذا ربما تكون درجة بسيطة من الاكتئاب، وهو أيضاً يكون مرتبطاً في بعض الحالات بالهرع والرهاب، وهذا ليس بمستغرب؛ لأن الناقلات العصبية أو الموصلات العصبية وهي المواد الكيميائية التي يعتقد أنها ذات علاقة بهذه الحالات هي مشتركة في التركيبة الكيميائية التي تسبب الاكتئاب والهرع والخوف وحتى الوساوس القهرية.

أخي! الحمد لله أنت الآن معظم الأعراض قد اختفت منك، وأنت الحقيقة محتاج أن تعيد الثقة في نفسك، ومحتاج أن تركز على عملك، وأن تؤهل نفسك من الناحية الاجتماعية بأن تكون فعّالاً، والشيء الذي أرجوه هو ألا تضع في تفكيرك دائماً أن قسوة الوالد أو قسوة الوالدين هي السبب فيما حدث لك، أنا أؤمن إيماناً مطلقاً أن الوالدين مهما كان المنهج التربوي الذي ينتهجونه إلا أنهم دائماً يريدون الخير لأبنائهم، ربما يكون هنالك بعض الشدة والخشونة من بعض الآباء، ولكن حقيقةً الذي نراه هو أن هذه التجارب يجب أن ينظر لها الإنسان بصورة إيجابية، وألا نعيش في الماضي وألا نتحسر، كل تجربة يمر بها الإنسان يجب أن تكون دافعاً وسبباً في تطويره وتكوين تجارب إيجابية جديدة، أرجو أن يكون هذا هو مفهومك، وألا تعتقد أن الصعوبة في التربية من جانب الوالد هي المشكلة، أنا أعتقد أن السبب الأساسي هو أن لديك نوعاً من الاستعداد لهذه الحالات.

بالنسبة للبرمجة اللغوية العصبية؛ حقيقة أنا لدي تحفظات كثيرة حولها ومن الواضح أنك لم تستفد منها.

الشيء الآخر: لا شك أن الرقية الشرعية أمر مطلوب، ويمكنك أن ترقي نفسك مادمت الحمد لله ملتزماً ومواظباً على صلواتك ووردك القرآني وأذكارك، هذا إن شاء الله فيه حفظ وفيه طمأنينة وفيه إن شاء الله ارتقاء للصحة النفسية لدى الإنسان.

بالنسبة للأدوية أرى أنك أنت في حاجة لها، وبالرغم من أن البروزاك قد سبب لك بعض الخمول والكسل، أنا مستغرب لذلك لأن ذلك ليس من سمات البروزاك، ولكن هذا ربما يكون من الدواء الثالث الذي لم تذكر اسمه أو ربما يكون الزاناكس قد ساهم في ذلك.

أنا في الوقت الحاضر أرى أن أنسب علاج لك هو العقار الذي يعرف باسم سبرلكس، وهو يوجد في نوعين: حبة بقوة 10 مليجرام والأخرى بقوة 20 مليجرام، أرجو أن تبدأ بتناوله بمعدل 10 مليجرام ليلاً لمدة شهر، ويفضل أن تتناوله بعد الأكل، ومعه ابدأ بدواء آخر يعرف باسم دجماتيل، خذه كبسولة واحدة 50 مليجرام في الصباح، استمر على الدجماتيل لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك توقف عنه، أما بالنسبة للسبرلكس فالجرعة - كما ذكرت لك - هي 10 مليجرام لمدة شهر، ولكن بعد ذلك ارفعها إلى 20 مليجرام، واستمر على ذلك لمدة ستة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى 10 مليجرام لمدة شهرين، ثم 10 مليجرام يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عنه.

أخي أيضاً عليك بممارسة الرياضة فهي إن شاء الله فيها خير كثير من ناحية الصحة النفسية، وقد أثبتت الأبحاث ذلك، وبصفة عامة أرى أنك الحمد لله في تقدم وسوف تتحسن أكثر إن شاء الله، وأرجو أن تلتزم بالدواء الذي وصفته لك.

وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً