السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابة أعاني منذ ما يقرب عامين من صراع مؤلم في ديني، فلا أؤدي كل الصلوات ولا أقوم إليها إلا بثقل كبير، كأنني مُكرهة عليها، وهجرت قراءة القرآن إلا قليلًا، ولا أؤدي الأذكار كلها، كما صارت تراودني شكوك في الدين، رغم يقيني التام بوجود الله، لما في الكون من دلائل على وجود خالقه، على سبيل المثال: (ماذا لو كان الدين مجرد طقوس مبتدعة ممن سبقونا؟ وماذا لو كان الله لا يطلب أن يُعبد بهذه الطريقة؟ وماذا لو كان القرآن قد حُرّف؟ وكيف يُفترض أن نؤمن بالكثير من التفاسير والأحاديث، وهي تتناقض مع العلم الحديث؟) وغيرها من الأسئلة.
لقد تحولت حياتي إلى جحيم من الشعور بالذنب وتأنيب الضمير والخوف من العقاب، فأنا مرهقة تمامًا، وأبكي على حالي طوال الوقت، وأحس بغياب التوفيق من الله، وعدم تيسير الأمور كما يحدث عادةً عند الالتزام بالدين، كما يتملكني شك دائم بأني قد خرجت عن الملة، وأغضبت الله، وأني لا أستحق مغفرته، وكلما طرأ طارئ من أمور الدنيا أفكر مباشرة أنه عقاب من الله، وكلما دعوته تأتيني شكوك أنه لن يستجيب، لأني على ضلال، وكلما غمرني بلطفه ورحمته أحسست بذنب عظيم، وبأني لا أستحق ذلك.
كل هذا يحدث مع نفسي فقط، فكلما طُلبت مني نصيحة، أو رأيت غيري في لحظة ضعف، ساعدتهم وذكرتهم أن رحمة الله وسعت كل شيء، وذكرتهم بضرورة الصلاة، مما يزيد أفكاري أني من المنافقين الذين يقولون ما لا يفعلون، ويتصنعون الصلاح أمام الناس رياءً، وكلما حاولت التلميح لمشكلتي، بهدف رؤية ردود الفعل قبل طلب المساعدة، قوبلت بالاستنكار، أو بكلام عن الإصابة بالسحر والعين، أو عن ضعف الإيمان، رغم أنه لولا إيماني وخوفي من الله لربما أقدمت على الانتحار، علمًا أني أيضًا أعاني من الوسواس القهري، والقلق، والاكتئاب المزمن، وحاليًا تحت العلاج.
لقد أنهكتني هذه الحالة ودمرت نفسيتي، وكل ما أتمناه هو القرب من الله، فماذا أفعل؟
أرجو منكم المساعدة بحلول عملية، وجزاكم الله كل خير.
بحث عن استشارة
الأعلى تقيماً

