السؤال
لنفترض على سبيل المثال أنني مدخن، فهل إذا أردت أن أشرب سيجارة أشربها أمام الناس فأفتنهم، وأدخل في حديث الرسول ﷺ: «كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ»، أم أشربها في الخلوة فأدخل في الحديث الآخر الذي قال فيه الرسول ﷺ: «لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا، فَيَجْعَلُهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا»، قال ثوبان: يا رسول الله، صفهم لنا، جَلِّهم لنا؛ أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم، قال ﷺ: «أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللهِ انْتَهَكُوهَا».
فالحديثان بالنسبة لي يوحيان أن الأول يحذر من المجاهرة بالمعصية، والثاني يحذر من ارتكابها في الخلوة، فأين يفعلها الإنسان إذن؟
كما أن هؤلاء الذين ينتهكون محارم الله في الخلوة كانوا يقيمون الليل، أي أنهم ليسوا مرائين في صلاتهم، بل مؤمنون لكنهم مذنبون، مثل كل الناس.
نسأل الله أن يتوب علينا جميعًا، فالمثال للتوضيح فقط.
بحث عن استشارة
الأعلى تقيماً

