الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلة الشعر الكثيف في الوجه لدى النساء .. تشخيصها وعلاجها

السؤال

كنت أعاني من التهابات في الوجه، وسألتكم عن العلاج وأفدتموني أشكركم كثيراً، ولكن لي سؤال يؤرقني:

أعاني من شعر كثيف في الوجه، وعندما أزيله بالفتلة تحدث التهابات، وأنا أساساً أعالجه من حساسية شديدة، مع العلم أني كنت أشقر الشعر لفترة طويلة، وكنت أستعمل بيتاديرم للالتهابات الناتجة من التشقير، أريد حلاً للتخلص من شعر الوجه الزائد، وماسكات بعد استخدام الفتلة لإزالة الحبوب والالتهابات الناتجة عن استخدام الفتلة، مع العلم أن زواجي (فرحي) إن شاء الله بعد شهرين، وأريد حلاً سريعاً.

السؤال الثاني: أريد أن أخس قبل الزواج والوقت قصير، فكرت في استخدام حقن الأكسجين فهل هي مفيدة؟مع العلم أنها غالية جداً، فهل يوجد حل بجانب تنظيم الأكل؟ لأني أخس بصعوبة شديدة، وزني 79 وطولي 168 وإذا بدأت لا أكمل، ذهبت إلى أكثر من دكتور لكني أعلم تماماً أن العيب فيّ وفي ضعف إرادتي.
أريد حلاً سريعاً قبل الفرح ينزلني على الأقل 15 كيلو ويكون غير مكلف؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن أول ما يتبادر إلى الذهن عند وجود شعر زائد في الوجه عند النساء مع زيادة الوزن هو المبايض متعددة الكيسات، وهي مشكلة نسائية هرمونية علاجها إما بالمتابعة مع طبيبة النساء، أو طبيب الغدد الصماء، ومع ذلك فسوف نذكر الأمرين كلا على حدة وكأنننا أمام مشكلتين منفصلتين.
أولاً: الشعر الزائد في الوجه:
يجب الوصول إلى التشخيص، وهذا يتم من خلال القصة السريرية، ومعرفة الدورة الشهرية وانتظامها، ووجود أي أعراض تدل من قريب أو من بعيد على اضطراب الهرمونات، وإن إجراء عيار الهرمونات في الدم يحول الشك إلى يقين، سواء بالإثبات أو النفي، ومن الهرمونات المطلوب تحليلها أو عيارها بالدم
(Lh & fsh & prolactin & testosterone ) كما يجب إجراء فحص البطن والمبايض بالأمواج فوق الصوتية لنفي أو إثبات احتمال وجود الكيسات متعددة الكيسات.
إن الاضطرابات الهرمونية تتظاهر على شكل شعرانية في الجسم أو الوجه أو بعض أعراض الاسترجال، وكذلك زيادة الوزن، وحب الشباب من النوع الذي لا يستجيب عادة للعلاج بسهولة، كما تتظاهر أحياناً بسقوط شعر الرأس، وهذه الأعراض تكون متفاوتة الشدة من شخص لآخر.
وعند وجود اضطرابات تعالج بقدرها، ومن البديهي أن لكل مشكلة حلا، خاصة إن عرف السبب وكان السبب قابلاً للعلاج.
وأما لإزالة الشعر الموجود حالياً فإنه بعد تحري الأسباب وعلاجها نبدأ بالعلاج الخاص الموجه للشعر، والذي يتسلسل من البسيط كالحلاقة أو الحلاوة على اختلاف المواد المستعملة أو التشقير بالماء الأكسجيني أو التخثير الكهربائي أو الليزر، وهو أغلاها وأكثرها فاعلية، ولكن تحتاج عدة جلسات، ويجب أن يتم بأيدي خبيرة ثقة، وذلك للوصول إلى النتائج الصحيحة الموثوقة بعيداً عن الاستغلال، وبالطبع يجب وضع كل شيء في الحساب والميزان، ولا يفوتنا علاج الأسباب وتحريها قبل البدء بالعلاج على اختلاف أشكاله.
ويجب استعمال الماء والصابون لتطهير المنطقة التي سيزال منها الشعر بأي طريقة كانت، وبعدها يستعمل كريم مضاد حيوي للسيطرة على الإنتانات ومنع حدوثها.
وباختصار ننصح بالتحليل للهرمونات، وتصوير المبايض بالأمواج فوق الصوتية، ومراجعة طبيبة الولادة أو طبيب الغدد الصماء أيهما أسهل لعلاج الاضطرابات لو وجدت ولا خوف من المستقبل بإذن الله.
ثانياً إنقاص الوزن:
بعد نفي العامل الهرموني عندك فإن أهم أسباب السمنة هو عدم التوازن بين الوارد أو المأكول من الغذاء وبين الصادر أو المستهلك منه، أي مهما قل الأكل فإن الإنسان قد يزداد وزنه إن لم يحرق ما تناوله (وإنه وإن كان رياضيا يجري ويلعب ولكنه يتناول الكثير من السكريات حتى ولو كانت خبزا، فإن هذا الجهد قد لا يكون قادرا على حرق ما تناوله فيزداد وزنه أيضاً ).

ومن الضروري أن نعلم أن الهدف من الحركة والرياضة هو ليس إنقاص الوزن، وإنما التحول من الخمول إلى اللياقة، وكذلك تحويل الكتلة الدهنية العاطلة المحمولة إلى كتلة عضلية فاعلة أي صحة بدل كتلة.

ينبغي أن يقوم الإنسان عن الطعام قبل أن يشبع أي ألا يأكل إلى حد الامتلاء وهذا من السنة، كما يفضل تناول الوجبات الخفيفة والعديدة بدل الوجبة الواحدة الكبيرة.

وبالطبع فيجب التخفيف من المشروبات الغازية التي تعطي الكثير من الحريرات والتي يصعب استهلاكها، مع أنها تبدو للعين أنها صغيرة ولكنها كالقنبلة مليئة بالحريرات.

كما يجب علاج أي حالة نفسية؛ لأن الاضطراب النفسي قد يؤدي أحياناً إلى زيادة الوزن بشكل مباشر أو غير مباشر، وهناك بعض الأدوية التي تفقد الشهية ولكننا لا ننصح بها لثبوت ضررها.

أما الأدوية الحديثة مثل الكزينيكال والكيتوزان فقد تفيد ولكن قوة الإرادة بتجنب المواد الدسمة والسكريات والتوازن في الحمية أولى من التعرض لهذه الأدوية وكلفتها.

التداخل الجراحي والشفط ولكن بعد المحاولات الجادة والمخلصة المخفضة للوزن، وهي أيضاً مكلفة ولا تخلو من توابع، ولا ننسى عملية ربط المعدة والتي تصغر من حجمها، فيشبع الإنسان بسرعة وهي فعالة جداً لو طبقت بدراية وخبرة، ومن الممكن أن تنزل نصف الوزن خلال شهور، ولا تخلو هذه العملية من أضرار أو على الأقل التزام قد يكون مزعجا لصاحبه.

كما يفضل عدم النوم بعد الأكل مباشرة خاصة بعد الوجبات الدسمة؛ لأن ذلك يخزن الطاقة التي في الطعام، في كل حالات السمنة المعندة يفضل تحليل الهرمونات والتأكد من عدم وجود سبب هرموني للبدانة كنقص الدرق أو اضطراب المبيض، والمبيض متعدد الكيسات.
وأخيراً فإن الحمية والحركة والتوازن بينهما، وتجنب المأكولات المؤدية للبدانة كالمشروبات الغازية ونفي الأمراض الداخلية غالباً ما يكفي، وبعدها نفكر بالدواء أو الجراحة أو الوسائل العنيفة الأخرى.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً