الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التفريق بين الواقع والخيال

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أما بعد: فأنا فتاة عمري 16 عاماً، قبل فترة أسبوعين تقريباً أصبحت لا أفرق بين الواقع والخيال، وأقول كلاماً غريباً أحياناً عندما أريد النوم، فما السبب؟ وما العلاج؟

أفيدوني في أقرب وقت ممكن؛ لأن الامتحانات على الأبواب.

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهذه الظاهرة -ظاهرة عدم التفريق بين الواقع والخيال لدى الإنسان- هي دليل أن مستوى القلق كطاقة نفسية قد ارتفع لديه، فالقلق يرتفع في ظروف معينة –كما تفضلت– كالاستعداد للامتحانات وما يترتب عن ذلك من قلق يزيد من مستوى اليقظة عند الإنسان، وهذا يجعل الإنسان يحس في بعض الأحيان أنه غير متأكد من ذاته أو مما حوله أو التفريق بين الواقع والخيال والحقيقة والخطأ والصواب فربما يختلط عليه بعض الشيء.

إذن هذه الظاهرة هي ظاهرة فسيولوجية طبيعية، وفي مثل هذه الحالات ننصح بأن يحاول الإنسان الاسترخاء وأن يحاول أن يضع جدول أسبقيات فيما يخص الدراسة، ولا بد أيضاً من ممارسة بعض الرياضة، ولا بد من وضع جدول زمني يشمل فترة للراحة.

أما ما ذكرته من أنك تقولين كلاماً غريباً أحياناً عندما تدخلين في النوم، فهذا في نظري ليس دليلاً على وجود مرض نفسي؛ لأنك أنت مستوعبة ومدركة أن الذي يصدر منك هو غريب بعض الشيء، فما دمت لديك الاستبصار بهذا فهذا ليس دليلاً على مرض عقلي –لا قدر الله– أو شيء من قبيل هذا، هذا مجرد قلق.

إذن الاسترخاء قبل النوم مهم جدّاً، خذي نفساً عميقاً بقوة وببطء وأنت على فراشك، واملئي صدرك بالهواء، وفكري في شيء جميل، وأمسكي الهواء في صدرك قليلاً ثم بعد ذلك أخرجي الهواء من فمك بنفس القوة وبنفس البطء، وكرري هذا التمرين عدة مرات، وبعد ذلك حاولي أن تقرئي سورة الفاتحة وخواتيم سورة البقرة، واقرئي سورة الإخلاص والمعوذتين، ثم بعد ذلك قولي أذكار النوم ونامي على شقك الأيمن، فهذا - إن شاء الله - سوف يؤدي إلى أن ترتاحي من هذه الظاهرة.

ربما يكون أيضاً من الأفضل لك أن تتناولي أحد الأدوية البسيطة التي تجعلك أكثر تركيزاً وأكثر استيعاباً وارتباطاً بما هو واقع -إن شاء الله- فهناك عقار يعرف باسم (فافرين) وهو من الأدوية الطيبة والسليمة جدّاً، أرجو أن تتناوليه بجرعة خمسين مليجراماً ليلاً بعد الأكل لمدة شهرين.

ويوجد دواء آخر ويعتبر دواء بديلاً جدّاً للفافرين، ويعرف باسم (تفرانيل) ويمكنك أن تتناوليه بجرعة عشرة مليجرامات يومياً قبل النوم لمدة أسبوع، ثم ارفعي الجرعة إلى خمس وعشرين مليجراماً ليلاً لمدة ثلاثة أشهر ثم تتوقفي عن تناوله.

أرجو أن أؤكد لك أن هذه ظاهرة طبيعية مرتبطة بالقلق وارتفاع معدل اليقظة لديك نسبة لاستعدادك للامتحان، والامتحانات هي جزء طبيعي من حياة الإنسان الطبيعية، فلا تحملي همها، ولكن رتبي أمرك واستعدي لها، واسألي الله دائماً التوفيق والنجاح.

أسأل الله لك النجاح في دنياك وأخراك.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً