الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تذمر المخطوبة من عدم إعطائها هدية من قبل الخاطب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أود أن أشكركم على هذا الموقع الرائع جداً، والذي استفدت منه كثيراً، لذا أريد أن أستشيركم في موضوع يقلقني كثيراً والمتمثل في الآتي:
أنا حالياً مخطوبة منذ حوالي الشهرين، وخطيبي رائع جداً ومثقف ومتدين، وقد ارتحت معه كثيراً وانسجمنا مع بعض، وقد أحبني كثيراً فوق ما تصورت، وهو رومانسي وحنون، وبالنسبة لي أنا أيضاً أحببته ولكن يوجد أمر يقلقني جعل حبي لم يكتمل، وهو أن حالته المادية جيدة جداً ولكن لم يهديني حتى الآن هدية تفرحني وحتى عندما كلمته على تكاليف العرس من ذهب وفساتين إلى آخره قال لي: يجب أن نوفر النقود، وفي الحقيقة هذه كلمة مهمة بعد الزواج لكن قبل الزواج لا أعتقد ذلك، لذا أود استشارتكم في هذا الخصوص مع العلم أنه يخبرني دائماً بأن أطلب ما أريد وهو أمرٌ صعب فمن المفروض أن الهدية لا تطلب وجزاكم الله كل خير.
أرجو الرد بسرعة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ منى سليمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أسأل الله العظيم أن يوفقك ويسددك، وأن يجمع بينكما على خير، وأن يعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته.

إن صلاح الزوج نعمة عظيمة من الله على المرأة المسلمة تستوجب الشكر، وكذلك بالنسبة للرجل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:(فاظفر بذات الدين تربت يداك).
وإذا كان الرجل صاحب دينٍ فكل عيب فيه يمكن علاجه أو تعديله، وكما قال الشاعر:
وكل عيب فإن صلاح الدين يجبره وليس لكسر قناة الدين جبران
ووصيتنا لكم بعد تقوى الله وطاعته هي ضرورة الإسراع بإتمام مراسيم الزواج، وذلك بالعقد الشرعي، فليس من المصلحة التوسع في العلاقات في فترة الخطوبة؛ لأن الخطوبة مجرد وعد بالزواج، والمشاعر في هذه الفترة طبيعتها المجاملات، وقد تقع فيها والعياذ بالله كثير من المخالفات، وكل طرف يحاول أن يظهر أحسن ما فيه بل وما ليس فيه.
(والمتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور)، وإذا طالت فترة الخطوبة فإن الحياة الزوجية تبدأ بالفتور، هذا إن قدر لها أن تتم؛ لأن بعض الشباب إذا وجد بغيته، خاصة والشيطان حاجز ربما فكر في الانصراف عن الفتاة إلى غيرها.
أما بالنسبة لتأخره في تقديم هدايا فيفضل أن تعرفي طريقته وسيرته في الحياة، وذلك عن طريق أخواتك وأرحامك، وأرجو أن لا يكون المال هو محور الاهتمام، فإن الإسراف مذموم وسفه وكذلك البخل والتقصير، وإذا كانت الفتاة تحرص على السيطرة على أموال الرجل، فإن الشاب أيضاً يريد أن يعرف هل قبلوا به من أجل أمواله وجاهه أم من أجل رجولته ودينه وخلقه.

والذي نطلبه هو التمسك بالإسلام والتقدم خطوات لتأسيس الرباط الشرعي، وعندها سوف يصبح ما عنده ملك لأسرته، وأرجو أن تكوني أسعد الناس بإنفاقه وبذله فخير الدراهم درهم ينفقه الرجل على أهله، ولا شك أن توفير النقود مهم قبل الزواج وبعده، وأكثر النساء بركة أيسرهن مهراً ومؤونة، وكثرة الإنفاق والديون قنابل موقوتة في طريق الحياة الزوجية، فإن الرجل يتذكر تلك الأموال في كل منعطف تمر به سفينة الأسرة، وإذا كانت لديك حاجات ضرورية فلا مانع من طلبها في الحدود المعقولة، ولكن المهم هو عدم التوسع في هذه العلاقات والطلبات، وعدم تأخير الزواج، واحرصي على طاعة الله، واحذري مخالفة أمره، فإن للمعاصي شؤمها وآثارها، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً