الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كراهية الزوج لزوجته والتفكير بالانتحار

السؤال

السلام عليكم.

أنا متزوجة منذ خمسة أشهر، كان زوجي في الأشهر الأولى طبيعياً، ولكن بعد الشهر الثالث من الزواج تغير جداً، فأصبح حزيناً ولا أعلم لماذا!؟ وتوقعت أنه مصابٌ بالكآبة.

قبل زواجه بي بأربع سنوات دخل زوجي إلى العسكرية، وفجأة أصابه الحزن والكآبة، وقد تركها، وتحسنت حالته، وبعدما تزوجني رجعت إليه الحالة من جديد، فأصبح لا يريد أن يراني أو يسمع صوتي، والآن يفكر في الطلاق بسبب الحزن والضيق الذي أصابه، وقد كان قبل زواجي حاول الانتحار، وبعد الزواج فكر بالانتحار.

أريد أن أعرف هل زوجي مريض نفسياً؟ وهل له علاج ؟ وما نوع المرض؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جوري حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذا الأخ -شفاه الله - وحسب ما ورد في رسالتك، نستطيع أن نقول أنه يعاني من حالة نفيسة، غالباً يكون لديه درجة ما من الاكتئاب النفسي، والاكتئاب النفسي له عدة أنواع، وفي بعض الأحيان يكون متقطعاً ودورياً، أي تظهر أعراضه في شكل نوبات من وقتٍ لآخر.

هذا هو التشخيص المبدئي الرئيسي من وجهة نظري، لكن بالطبع تقييمه عن طريق الطبيب النفسي المختص وتدارس حالته هي أفضل الطرق والسبل للوصول إلى التشخيص الصحيح.

أيتها الفاضلة الكريمة! هذا الأخ يجب أن يُنصح بالذهاب إلى مقابلة الطبيب النفسي، ونحن نعرف أن بعض الناس قد يعترضون على هذا بحجة أنه غير مريض، أو أن الذهاب إلى الطبيب النفسي سوف يسبب له بعض الوصمة، ويكون هذا الأمر غير مقبولاً من الناحية الاجتماعية، لكن إذا حدثت محاورة ومساندة وشيء من التلطف معه، فأعتقد أنه سوف يقتنع بالذهاب إلى الطبيب، وليس من الضروري أبداً أن نقول له أنت مريض، إنما يقال له: (نحن نلاحظ عليك بعض أعراض الحزن ونلاحظ عليك بعض الإجهاد النفسي، والحمد لله تعالى الآن الطب النفسي قد تقدم، فلماذا لا تذهب وتقابل الطبيب) وفي نفس الوقت يجب أن يذهب إلى أحد المشايخ ليرقيه، أو يمكن أن يرقي نفسه بنفسه، وفي هذه الروابط ستجدين كيفية عمل الرقية (237993- 236492-247326).

حتى أكون واضحاً في الإجابة على سؤالك بصورةٍ واضحة أكثر أقول لك: نعم... زوجك حسب ما ورد في رسالتك يُعاني من علة نفسية، وأؤكد لك أن العلاج متوفر، وأن العلاج ناجح مائة بالمائة إن شاء الله تعالى، فأرجو أن لا نضيع هذه الفرصة، فهذا الرجل ما دام يفكر في الطلاق ولا يستطيع أن يراك أو لا يرغب في ذلك، ويتكلم عن الانتحار، ويفكر في الانتحار، فلا شك أنه يعاني من ألم نفسي شديد، والألم النفسي كثيراً ما يكون أشد وطأة على النفس من الألم الجسدي.

في ذات الوقت وبفضل من الله تعالى أود أن أؤكد مرة أخرى أن العلاج متاح، وهنالك أدوية فعالة وطرق علاجية كثيرة، فأرجو -أيتها الفاضلة الكريمة- أن تحاولي من جانبك بإقناعه للذهاب إلى الطبيب وتناول العلاج، ولا بأس بالطبع من أن تتحدثي إلى ذويك أو إلى أهله حول هذا الموضوع إذا لم يقبل أن يذهب للطبيب من تلقاء نفسه، عسى أن أحدهم يستطيع أن يقنعه للذهاب ليتعالج من هذه الحالة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وأسأل الله له الشفاء والعافية، والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً