الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي لا يهتم بي وليس لديه أدنى مسؤولية، فما توجيهاتكم؟

السؤال

السلام عليكم..

زوجي يعتبرني آخر شيء في حياته، يريد أن يسهر ويمرح وأنا أشتغل خارج البيت وأهتم بالبيت، ويريدني أن أستقبله وأضحك في وجهه حين يعود، وأنا لا أستطيع، ونفذ صبري على أن أتحمله، مع أني أساعده ماديا، وأتعب وأشقى لأجله، وهو لا يبالي، بل لا يفكر إلا في سمره.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ راضية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمرحبًا بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى يثيبك وأن يكتب أجرك في كل جهد وعمل تقومين به من أجل إسعاد زوجك، والحفاظ على بيتك وأسرتك، وكوني على ثقة أيتها الكريمة بأنك إذا احتسبت هذا العمل فإنه لن يضيع أجره، فهو مدخر لك عند الله، وإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.

وأما ما تشعرين به من إهمال من زوجك، وأنه يجعلك آخر اهتماماته، فنحن لا نوافقك على هذا، ويقينًا أيتها الكريمة بأن الزوجة في مكانة زوجها في محل كبير، فهي سكنه، ومهوى قلبه، وهي بيته، ولكنك قد تكونين تجدين هذا الشعور بسبب إفراط زوجك في السهر خارج البيت، وكذلك يحاول الشيطان أن يزين هذا الإيحاء في قلبك أيضًا ليوجد النفرة بينك وبين زوجك، وليدخل الحزن إلى قلبك، فإن أعظم ما يتمناه الشيطان إزالة الألفة والمحبة بين الزوجين، كما أنه حريص أيضًا على إدخال الحزن إلى قلب المؤمن، كما قال الله عز وجل عنه: {إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا}.

ومن ثم نحن نتمنى أيتها الكريمة بأن لا تسمحي لهذا الشعور بأن يسيطر عليك، وكوني على ثقة بمكانتك في قلب زوجك، وأن مكانتك لا تساميها مكانة في قلبه بمكانة الأصدقاء، نعم قد يحب الأصدقاء، وقد يتعلق بهم ويحب مسامرتهم، ولكن لكل نوع من العلاقة، ومع هذا أيتها الكريمة: نحن نتمنى أن تأخذي بالأسباب التي تجلب إليك زوجك وتقلل من ارتباطه بهؤلاء الرفقة، ومن ثم سيقلل من التعلق بهم والسمر معهم.

كوني فطنة حاذقة في معرفة الأسباب التي تجعله يقضي الأوقات الطويلة مع هؤلاء الرفقة والأصحاب، ما الذي يجده عندهم؟

فتحاولين أن توجدي له هذه البدائل لديك، فهناك أمور أيتها الكريمة ينبغي أن تكوني آخذة بها لتحقيق هذا المطلوب، أولها ما يطلبه زوجك فيما يبدو من كلامك صراحة أو تلويحًا من حسن استقباله حين يدخل البيت، وهذا أمر ينبغي أن تهتمي به ولو كنت تشعرين بإهماله هو فإنه لا ينبغي لك أبدًا أن تبادلي الإهمال بالإهمال، فإن شعور الزوج بأنك مهتمة حريصة عليه سيجعله بلا شك يدفع نفسه نحو التغير في التعامل معك للأفضل، ومن ثم فحسن استقبالك لزوجك حين دخوله البيت واستبشارك في وجه والضحك في وجه بما يشعر معه بأنه جاء إلى سكنه حقيقة، فأنت سكنه، وهذا سيجعله ينسى الآخرين، وينسى التعلق بهم.

والنبي صلى الله عليه وسلم قد وصف المرأة المظلومة التي أساء إليها زوجها، وصفها بأنها إن فعلت خصلة من الخصال كانت من أهل الجنة ومن خيرة النساء، فقال: (ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟ التي إذا آذت أو أُوذيت جاءت فوضعت يدها في يد زوجها وقالت: لا أذوق غمضًا حتى ترضى) فهي تحرص على إرضاء زوجها وتُبدي له هذه المشاعر صراحة، وتخبره بأنها لا تستطيع أن تنام حتى يرضى عنها، مع أنها أُوذيت، ولك أن تتفكري في هذا الموقف كيف سيكون حاله وكيف سيكون أثره على الزوج إذا فعلته الزوجة.

فحاولي بقدر الاستطاعة أن تظهري اهتمامًا بزوجك، وما تحبين سماعه من الكلمات منه بادريه أنت بتلك الكلمات، بادريه بكلمات الحب، بادريه بكلمات التعلق، أظهري له عن مكانته في قلبك، فإنك ستسمعين منه بعد ذلك هذه الكلمات وسيبوح عما في صدره.

أمر آخر أيتها الكريمة ينبغي أن تهتمي به وهو: أن تتركي لزوجك حين الجلوس معك فرصة الحديث عن نفسه، فتحاولي أن تسأليه عن نفسه وعن أحواله حتى يجد فيك العوض والبدل عن هؤلاء الأصدقاء الذين يجاذبهم أطراف الحديث.

بهذا النوع من الأساليب ستتمكنين بإذن الله تعالى من كسب قلب زوجك، وجعله يحب قضاء الأوقات معك.

وبالإضافة إلى هذا: يستحسن أن تسمعي معه - في بعض أوقات هدوئه وراحته في البيت – بعض المواعظ والمحاضرات التي تتحدث عن حقوق الزوجين وما لكل واحد منهما على الآخر، على أن لا يفهم أنه هو المقصود بهذا، وأنك تطلبين منه شيئًا، فربما يكون الزوج في غفلة عن حقوق زوجته عليه وما ينبغي أن يتعامل به زوجته.

نسأل الله تعالى أن يتولى عونك، ويكتب أجرك، ويصلح ما بينك وبين زوجك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً